Wednesday, March 10, 2010

فن تشكيلي


 
استعارة ايحاء الخط

لمسة ايحائية في العبق المهجور
الفنان التشكيلي العراقي بلاسم محمد كان يترك تخطيطاته في اماكن تواجده دون ان يلتفت لها.
ميدل ايست اونلاين

عمان - بدعوة من جاليري رؤى 32 للفنون، يفتتح في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء السادس عشر من شباط- فبراير معرض الفنان التشكيلي العراقي بلاسم محمد بعنوان "العبق المهجور" في مقر الجاليري الكائن في عمان – الأردن، أم اذينة الجنوبي، شارع ابن الرومي، فيلا رقم 32.
والفنان بلاسم محمد من مواليد الكوفة، 1955 وحصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، في الجرافيك والخط العربي، بغداد 1975، وعلى بكالوريوس كلية الفنون الجميلة جرافيك، بغداد 1979، وعلى درجة الماجستير في النقد الفني عن رسالته "مفهوم الفراغ في فن التصوير الاسلامي"، 1988، ثم دكتوراه في فلسفة الفن، عن اطروحة"التحليل السيميائي لفن الرسم - المبادئ والتطبيقات"، 2000. وهو خطاط متمرس يجيد مختلف انواع الخطوط العربية، وقد اقام معرضين لفن الجرافيك في بغداد مع طلبته في الاعوام 2001 و 2002. وأقام العديد من المعارض الشخصية في كل من العراق، ولبنان، المانيا، الهند، الاردن، الولايات المتحدة الامريكية، الامارات المتحدة وبريطانيا وذلك ما بين عام 1973 و2009
وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو في اتحاد الصحفيين العرب.
ويستمر معرض الفنان بلاسم محمد حتى يوم 7 اذار مارس 2010 من الساعة التاسعة صباحا ولغاية الثامنة مساءا ما عدا ايام الجمع.
هذا وقد كتب االفنان التشكيلي عبدالكريم السعدون والمقيم في السويد هذه الدراسة عن اعمال الفنان بلاسم محمد:-
استقراء التجربة
لم يأت الفنان بلاسم محمد الى الرسم الا عبر منظومة من العمل الجاد والمستمر والتي قضاها كفنان ودارس للفن وباحث في التشكيل فهو امتلك بذلك القدرة على قراءة العمل الفني واستقراء التجربة الفنية ودراستها بشكل علمي، وهذا هو الذي دفع بأتجاه اعلان تواجده كرسام بعد قطيعة طويلة قضاها في التصميم الكرافيكي وعرف فيها واحد من المع المشتغلين في هذا المجال، والاعمال التي عرضها مؤخرا ازالت الحاجز الذي وضعه الفنان بينه وبين المتلقي المتعود على مشاهدة الاعمال الفنية معلقة على جدران القاعات وبمواصفات تعود على متابعتها، فشكلت اعماله حضورا لافتا ومفاجئا له.
اعمال الفنان هذه استعير لها تسمية الاعمال التمهيدية وتكون دواعي هذه الاستعارة واستخدامها هنا هي:
1- انها سحبت الفنان من منطقة تعبيرية اعتبرها لفترة طويلة اداة رئيسية في الاحتجاج ومواجهة التخريب المتعمد للذائقة وبعد ان اصبحت هذه الاداة شبه معطلة ازاء مستجدات الواقع الراهن الذي فرض استحقاقاه القسرية والسريعة والمباغتة التي اربكت كل الحسابات المألوفة الامر الذي تطلب الالتجاء الى وسائل تعبيرية ذات جدوى كممارسة انسانية فاعلة ولم تكن عند الفنان سوى العودة لخياره الاول وهو الرسم اداته القادر على قول ما يريده من خلالها، علما بأن بلاسم كان
يترك تخطيطاته في اماكن تواجده دون ان يلتفت لها.
2- قدمت مجموعة العرض، بلاسم جسام كرسام واثق ومستقرئ لمحيطه الفني وواع للتجربة الفنية التشكيلية ومساراتها مبتعدا عن السائد من الكم الهائل الذي تغص به صالات العرض والذي يستعصي على المرء فرزه في احيان كثيرة خصوصا وان البيئة التي عرض فيها الفنان تتحكم فيها قوى السوق الفنية التي تمتلك القوة في فرض خيارات التلقي وتوجيه طاقات العرض اليها.
ماعرضه الفنان من اعمال أشرت الى معرفته الكافية بمسارات العرض تلك ورغبته في نفس الوقت في السير بأتجاه العروض الحرة التي تحاول تقديم نفسها لمتلقي يبحث عنها، و محاولة لتحييد الدفع بألاتجاه الاخر ويكون بذلك قد ابتعد بشكل كامل عن متطلباته وشروطه واستطاع ان يملي شروط عمله الفني فجذب اليه المتلقي واثار الوسط الثقافي.
عمل الفنان على الاختزال الشديد في مفرداته المتوزعة على المساحات التي اشتغل عليها وتراوحت في الاستخدام الشفاف لللون واطلاق طاقة الخط ليلعب بحرية غير محدودة في تشكيل كتله، وهو هنا لم ينس استخدام ريشته الكرافيكية رغم الفترة الطويلة التي قضاها مبتعدا عن قماشة الرسم بل اتى بها هنا محملة بكل الطاقة التعبيرية التي يمكن ان تمنحها
لاشكاله وتكويناته الكلية مما يدعو الى الاعتقاد ولو للوهلة الاولى بان الرسام تعمد ان تكون هي الهدف وهي الموضوعة الرئيسية في العمل وهي التي تمنحه تأثيره، وتبدو محاولة الفنان في استثمار طاقة الخط على التعبير وتوزعه الحر على مساحة العمل وتشكيله للكتل الموجودة هو كل ما سعى اليه في الوقت الذي لم يعد للمتلقي رغبة في تقويل عناصر اللوحة الاخرى ولا مبررا لتقويلها، ولكن المتأمل لاعمال بلاسم يجدها تفيض بأستذكار شفاف لاماكن يستعيد الفنان تشكيلها ويترك للخط حرية تحديدها، اماكن تعيش في حلم يتنام بأستمرار ويحرص على نسخه كل يوم ويعيد تركيبه ليعطيه بناء متجددا في محاولة دؤوبة للقبض عليه بشكل دائم حتى في حالات يقظته ويشكل منه مادته للسرد ويتبادل فيها الادوار مرة كخالق ومرة كمتلقي وليشكل بذلك معادل موضوعي للواقع المفترض، فأن تتلبس حلما بمكان يستحوذ على مفردات اليوم يستدعي اداة مناسبه لتمثيله وتتساوى في الاهمية التي تتطلبها بيئة العرض ومناخاته ومقدار تحديها، والاداة التي حرص الفنان على استدعائها هي استخدامه الحر للخط الذي اعطى تمثيلا كافيا تكون فيه استمرارية وتواصل امدته بقيمه فعلية ومقدرة على استعادة الحلم وتمثيله.
اعتمد الفنان في اعماله على استعارة تركيبية تعتمد الكشف عن علاقات الحضور والغياب، مثلها في تشغيل الثنائيات المتمثلة في تضادات قيمية عمادها العتمة والضوء والكتلة والفراغ والداخل والخارج وفي استخدامه لتضادات القيم اللونية المختلفة والتي حرص على انتقاءها واختزلها بشدة حيث كان قاموسه اللوني مركزا على مفردات لونية معينه خدمت الى حد كبير هدف الفنان الرئيس اذ كانت تتحرك بأتجاه العمل على استعادة توقه الى تشكيل المكان المفتقد، البيت،
المدينة، الوطن، والتي تشكل حفرا في ذاكرة الفنان والمتلقي على حد سواء.
يحضر الحدث بشكل لافت بتأثير عمل الثنائيات والتي احدثها كأثر اجرائي متمثلة في حركة الكتل التي تحدثها الحرية اللامحدودة لحركة الخط ويستحيل المشهد الكلي الى افتراض وجودي ومكنته من طرح اسئلته بحرية دون انتظار للاجابة.
ان الفنان باستحضاره للحدث يثير في المتلقي احساسا بحضور مكاني يتشكله قاموس عرفي يضع للمفردات مسمياتها رغم بقاء الحضور افتراضي في ظل غياب حقيقي للمكان.
يتحرك اللون في اعمال الفنان تبعا لحركة الخط في ذات الوقت الذي يمنحه الحرية في التشكل والانتشار ويستفيد الفنان من هذه التقنية في احداث التضادات المطلوبة ايضا وفي تركيز الاحساس بالكتل وانسجامها على سطح العمل الفني وتحييد وجودها، ولعل الاعمال الجديدة للفنان بلاسم جسام تحمل معها الحضور الواثق لفنان وناقد طالما اثار جدل الاختلاف.
..................................


....................... 

Friday, March 5, 2010

الفن التشكيلي و الانسان السوري



العلاقة بين الفن التشكيلي والجمهور السوري
موحن المهم أن نصنع متلقيا مثقفا، يساهم في زيادة وعي المجتمع الجمالي ولكن آخذين في الاعتبار ظروف المجتمع ساسياته.
ميدل ايست اونلاين بقلم: رضاب فيصل
الفن التشكيلي نتاج حضاري، وتعبير ثقافي له شروطه وقوانينه التي تميّزه عن غيره من النتاجات الأخرى والفنون الأخرى. فهو يعكس ذوق ووعي المجتمع كونه لغة عالمية قائمة على التواصل، بين الشعوب والعصور. وهو منتج حيوي مستمر، لا يمكنك أن تفصله عن المجتمع الموجود فيه، لأن العلاقة بينهما تبادلية من دون شك.
وجميعنا نعلم أن الفنون البصرية هي في الغالب نخبوية في كل المجتمعات وفي كل العصور، سواء كانت قديمة أم حديثة. هذه إشكالية تُحل مع تطور المجتمع وتنميته اقتصادياً وثقافياً، كما أنها عملية لا يمكن أن تكون فردية، ولا تخص الفنانين فقط، لأنها عملية جماعية تخص المجتمع بالكامل.
نشهد اليوم في المجتمع السوري ضعفاً يستحق البحث في العلاقة ما بين الفن التشكيلي وجمهوره "المتلقي". ففي أحسن الأحوال يقف المتفرج في معرضٍ أمام لوحةٍ صامتاً دون أي ردة فعل. ومهما حاولنا، فإننا لا نستطيع أن نزيل الجدار بين الفن التشكيلي وبين هذا المجتمع. فبالإضافة إلى أنه فن يحتاج إلى ثقافة نخبوية عالية لفهمه، تتدخل أسباب أخرى تكمن في المجتمع بحد ذاته:
ـ يعاني جزء لا بأس به من المجتمع السوري من صعوبات اقتصادية، تشغل باله وتثقل كاهله، إلى درجة أن غالبية أفراد المجتمع يركضون وراء كسب الرزق وينسون الأمور الأخرى كالفن والثقافة. ولا نستطيع أن نطالب شخصاً جائعاً أن يتابع أحوال الفن وأن يفهمه، أو أن نطالب البسيط الذي يعاني الكثير من الإشكالات والضغوط أن يفهم ما نضعه فيه.
ـ من الممكن أن نعتبر الوضع الديني، لدى فئة من الناس، عائقاً في بعض الأحيان. فكثيرون يعتقدون أن الرسم أو التصوير محرم دينياً الأمر الذي يدفعهم لمقاطعته.
ـ لم تنشأ تربية فنية جيدة، في المدارس السورية بكافة مستوياتها وفئاتها، وإن وجدت مادة الرسم فهي مادة شكلية، غير مكترث بها من قبل الطلاب وحتى الأساتذة. فالتربية والتعليم تساهم في تأصيل مشكلة غياب الوعي الجمالي، وفي كثير من الأحيان هناك مفاهيم خاطئة ينشرها المدرسون بين الطلاب حول الفنون الإبداعية.
ـ هجوم التلفزيون كعنصر إعلامي فني داخل البيت. مما يبقي الفرد داخل بيته غير آبه بالحركات الفنية خارجاً. وهذه إشكالية تشير إلى توجهات المجتمع نحو الثقافات الاستهلاكية. فمعظم الأشياء، أصبحت استهلاكية في مضمونها، أو
شكلها، ومادية وحسية إلى حد كبير.
ـ يميل غالبية الأشخاص إلى الرسم الواقعي المفهوم، والذي يستطيع أي شخص أن يفك رموزه ويقرأه، حتى وإن كانت هذه القراءة سطحية وأحياناً خاطئة، مما يغيّب أعمال المذاهب الفنية الأخرى، ويحول دون نجاحها في الوسط الفني والمجتمعي.
ـ غياب النقد الجدي والبناء في مجال الفنون التشكيلية، ذلك أن النقد يتطور بتطور الذوق العام. فهو يقوم على علاقة جدلية مع المجتمع الذي يحتويه.
ـ نشير أخيراً إلى أزمة الصالات التي تستقبل معارض الفنانين والمقصود هنا ليس قلتها، إنما نتحدث عن عدم وجود أسس واضحة في اختيارها للأعمال وللفنانين أيضاً، لأن غالبيتها تبني آلية عملها على أساس المعرفة والعلاقات الجيدة.
المطلوب أن نصنع متلقيا مثقفا، يساهم في زيادة وعي المجتمع الجمالي، ويجب ألا ننسى أن الإبداع يتطلع نحو الحرية دائماً، والإنسان الحر هو الإنسان المبدع والذي يهتم بالإبداع ويواكب تطوراته.
رضاب فيصل - ناقدة سورية
........................
.................