Monday, August 9, 2010

ابناء نضال

لوحة تكعيبيه اخري للفنان اسماعيل شموط يعبر بها عن احد اهم ملامح الواقع الفلسطيني اليومي و هو واقع المقاومة و الانتفاضة.في اللوحة عدد كبير من الاشخاص مختلفي العمر و الجنس يقفون في شارع مزدحم بالبيوت و الاكواخ و البشر انطمست فيه ملامح البشر في ملامح البيوت بصورة تجعل من الصعب التعرف علي كل البشر في اللوحه و كذلك كل البيوت؛لا تستطيع احصاء اي شيء في اللوحه من شدة الطمس في الملامح.
لكن يبرز في اللوحه طفلان يقفان في مركزها لانهما الاهم فيها..ولد اكبر من الاخر عمرا يبدو من خلال وقفتهما معا ان الاكبر ينقل للاصغر خبراته حول موضوع الانتفاضه و كيفية رجم الاعداء بالحجارة فالاكبر يمسك بيمناه حجرا بينما تمسك يسراه يمني الطفل الاصغر و التي يمسك بها حجرا هو الاخر و كانه يضع عقله المجرب في يد الصبي الصغير حتي لا يخطيء و يصيبه سوء قبل الانطلاق لممارسة خبرة جديده عليه.
و خلفهما يقف عدد كبير من الناس منهم طفلة صغيره تحمل رضيع و كذلك امراه تحمل رضيعها و غيرهم كثيرون يبدو انهم يتحاورون بشان ما يجري من وقائع انتفاضه و مقاومه.
الفنان قام بتوزيع عناصر اللوحه و مكوناتها من بشر و بيوت باسلوب فني لم يتركه للعشوائيه و هذا التوزيع للعناصر اعطي فيه الاهميه للطفلين باعتبارهما اهم عناصر الموضوع ثم جعل الاهتمام بالتدريج لباقي تفاصيل الحياة في شارع فلسطيني ثم تعمد طمس ملامح الناس في الشارع و ملامح الشارع في الناس حتي يعطي انطباع انهم نبتوا في هذا المكان و لم ينفصلوا عنه يوما ،كما انهم لم ياتوا اليه من خارجه مهجرين كاليهود.
طمس الملامح زاد عليه طمس الالوان في بعضها فالالوان ايضا لا توضح اي ملامح شخصية لهؤلاء الناس و كان الفنان يلفتنا الي اهمية الموضوع دون النظر لمن يمثلهم الموضوع باعتباره موضوعا انسانيا دون النظر لاي اعتبارات اخري.
الوان اللوحة جميله جدا و بينها تناسق بديع و ان كان الفنان قد عمد الي دمج الكثير من شخصيات لوحته في بعضها بالالوان فان ذلك راجع لرغبته في اظهار توحد هؤلاء ا لناس في مواجهة هذا الهم و العبء الذي ينوؤن تحت ثقله.
في اللوحه نشعر بان هناك ضوضاء شديده و حركه هائجه رغم انها مجرد رسوم علي قماش و هي من دلائل القدره
العاليه للفنان علي الابداع الفني.
هذه اللوحه من اروع و اجمل لوحات اسماعيل شموط و هي جديرة بالتامل للاستمتاع بها و بالفكر الكامن فيها.