Saturday, October 6, 2012

للناجين


للناجين ...هذا اسمها كما شاعت بين الناس ، او كما سماها صاحبها الفنان (اسماعيل شموط).انها لوحة من عنوانها نعرف موضوعها و ان لم نراها ،بل يمكننا توقع اصل الموضوع الذي اشتقت عنه اللوحة دون ان نتخيل ماذا سيرسم الفنان بالطبع ،فالابتكار لدي فنان مثل شموط لا يمكن توقعه.
الناجين هنا هم من افلتوا من مجازر ابيدت فيها قري باكملها بعد النكبة و بعد النكسة!!!!!!ما اكثر التسميات التي نطلقها علي كوارثنا...
في اللوحة عدد هائل من البشر غير معلوم تختلف الوانهم ما بين الابيض و الازرق فكانوا كموج البحر في كثرتهم و تلاطم جموعهم.و هم ما بين مقيم في مخيمات كما يبدو في اعلي اللوحة ،او مفترشين الارض في العراء كما يبدو في المجموعة اسفل اللوحة ،او لازالوا هائمين لا يجدون ارضا تقلهم او نقلاً يحملهم الي اراض بعيدة عن موطن الهلاك الذي نجوا منه.
لازال الكثير من الناجين في حالة زهول لا يصدقون ما يجري لهم ،بينما ادرك بعضهم حقيقة الماساة فسقطوا علي الارض من الاعياء و كلت عقولهم من التفكير الذي يبدو لهم في هذا الموقف انه لن يجدي نفعا.لقد طارت روح هائمة لشاب و فتاة فوق الجميع تبشرهم بنصر قريب او بعيد و تثير فيهم روح الثار.
قام الفنان بتوزيع العناصر الفنية في اللوحة بصورة توحي بالحشد الغير منظم لكنه ترك بين الحشود الغير منظمة تلك بعض الرموز لتعميق حجم الماساة و كان هناك من ذهب للكل كي يسال عما حدث فاجابوه هم.
من هذه الرموز الناطقة: رجل يقف مع ولد صغير امام منصة فقيرة،و كانه ينادي عليه كي يعرف اهله انه هنا بعد ان فقدهم و فقدوه.و في الركن الاسفل يمين امراة ترضع وليدها الذي كان من المجني عليهم بلا ذنب.و في اسفل يسار اللوحة اطفال مدارس يذاكرون متحلقين حول لمبة جاز و الاهل حولهم يرقبونهم في اشفاق .
الوان اللوحة جاءت معبرة عن موضوعها فالكل هائم و الالوان كذلك كلها تدور و تنداح في بعضها كحال البشر في هذا اليوم ،و هي نقطة تحسب لفنان كبير.