
لكن يبرز في اللوحه طفلان يقفان في مركزها لانهما الاهم فيها..ولد اكبر من الاخر عمرا يبدو من خلال وقفتهما معا ان الاكبر ينقل للاصغر خبراته حول موضوع الانتفاضه و كيفية رجم الاعداء بالحجارة فالاكبر يمسك بيمناه حجرا بينما تمسك يسراه يمني الطفل الاصغر و التي يمسك بها حجرا هو الاخر و كانه يضع عقله المجرب في يد الصبي الصغير حتي لا يخطيء و يصيبه سوء قبل الانطلاق لممارسة خبرة جديده عليه.
و خلفهما يقف عدد كبير من الناس منهم طفلة صغيره تحمل رضيع و كذلك امراه تحمل رضيعها و غيرهم كثيرون يبدو انهم يتحاورون بشان ما يجري من وقائع انتفاضه و مقاومه.
الفنان قام بتوزيع عناصر اللوحه و مكوناتها من بشر و بيوت باسلوب فني لم يتركه للعشوائيه و هذا التوزيع للعناصر اعطي فيه الاهميه للطفلين باعتبارهما اهم عناصر الموضوع ثم جعل الاهتمام بالتدريج لباقي تفاصيل الحياة في شارع فلسطيني ثم تعمد طمس ملامح الناس في الشارع و ملامح الشارع في الناس حتي يعطي انطباع انهم نبتوا في هذا المكان و لم ينفصلوا عنه يوما ،كما انهم لم ياتوا اليه من خارجه مهجرين كاليهود.
طمس الملامح زاد عليه طمس الالوان في بعضها فالالوان ايضا لا توضح اي ملامح شخصية لهؤلاء الناس و كان الفنان يلفتنا الي اهمية الموضوع دون النظر لمن يمثلهم الموضوع باعتباره موضوعا انسانيا دون النظر لاي اعتبارات اخري.
الوان اللوحة جميله جدا و بينها تناسق بديع و ان كان الفنان قد عمد الي دمج الكثير من شخصيات لوحته في بعضها بالالوان فان ذلك راجع لرغبته في اظهار توحد هؤلاء ا لناس في مواجهة هذا الهم و العبء الذي ينوؤن تحت ثقله.
في اللوحه نشعر بان هناك ضوضاء شديده و حركه هائجه رغم انها مجرد رسوم علي قماش و هي من دلائل القدره
العاليه للفنان علي الابداع الفني.
هذه اللوحه من اروع و اجمل لوحات اسماعيل شموط و هي جديرة بالتامل للاستمتاع بها و بالفكر الكامن فيها.