Saturday, December 29, 2007

انتظار

انتظار
من اهم اعمال الفنان الفرنسي بولديني،و قد شرحنا له لوحتين من قبل ،و عرفنا منهما انه متاثر جدا بالفنون الشرقيه و الحياة الشرقيه واثرها واضح جدا في كل اعماله حتي ليمكننا القول بانه مفتون بالشرق و فنونه
تتكون اللوحه من سيدتان جالستان في الحرملك(الغرفه الخاصه بالنساء) و في الخلفيه يبدو هناك فارس ممتطيا فرسه متجهزا بملابس القتال الكامله و تبدو ملامحه باهته كانه اصلا موجود في الخيال لا في الواقع ،و في الغرفه تبدو محتوياتها من مائده عامره بالوان المشروبات و الفواكه المختلفه ،كما توجد الوسائد الوزثيره و كل ذلك يدل علي الاصول الثريه للمكان و اصحابه ،و كذلك الملابس لها نفس الدلاله
يبدو المكان في منتهي التناسق سواء في تنظيم عناصره و محتوياته او في تنسيق الوانه،فالسيدتان احداهما بملابسهاا لحمراء مضطجعه فيبدو منها جسمها كاملا ظاهرا في اللوحه و تظهر فيه مواطن جماله من دقه في الخصر و امتلاء الثديين امتلاءا معقولا لا افراط فيه و البياض الناصع للبشره ،كما ان الملابس نفسها مزركشه بزخارف جميله دقيقه ،كما ان بشرتها البيضاء بين لونين احمرين( هما لون الملابس و لون العمامه) عبرت عن دقه و حساسية الفنان في اختيار الوانه،و لون العقد في رقبتها الاحمر ايضا كسر من حدة انتشار الابيض و خفف من غلواء سيطرته علي جزء كامل من اللوحه مما حد من انفصال اعلي و اسفل المراه ووحد من جزئيها معا بلفته بسيطه جدا
المراه في الخلف بملابسها الزرقاء و بشرتها الداكنه تدلان علي انها خادمه لا صاحبة منزل!!كما انملابسها ايضا تبدومن لونها انها متسخه او ان نوع القماش نفسه نوع رخيص لا تثبت الوانه جيدا و العمامه ايضا تبدو كذلك.ووقوفها خلف المراه الاخري له دلاله علي وظيفتها في حمل هموم سيدتها و حمل افراحها ايضا فدورها في الحياه هامشي
فلا تعيش لنفسها ابدا بل هي بكيانها كله لغيرها
نري في الخلفيه محتويات المكان كانه خيمه او قصر به خباء كالخيمه علي عادة العرب قديما من تاثرهم بحياة البدو و انتقالهم المفاجيء الي الحياة في القصور ،و نري في هذه الخيمه كل ما يمكن ان نراه في خيمه عربيه حقيقيه من اقمشه كثيفة مدلاه من اعلي ،الي زخارف اسلاميه شهيره هندسيه و نباتيه سواء علي الحوائط او علي الوسائد الوثيره
الوان اللوحه يسيطر عليها تقريبا الاحمر مع الابيض مع وجود ضحل لالوان اخري كالازرق، و البني و الذي يجد في ااكن الهدف منها هو كسر حدة انتشار الوان اخري فنراه اسفل المراه ذات الرداء الاحمر في الركن الاسفل علي يسار اللوحه لكسر حدة الاوان الفاتحه هناك و كذلك نراه محيطا باللون الابيض في الركن الاعلي من يمين اللوحه اذا فهو في الركنين المتقابلين في اللوحه و هذا من دواعي التنسيق و التنظيم و الدقه في تنفيذ العمل الفني

اذا فنحن هنا في حالة تتحاور الالوان فيها مع بعضها ، سواء البني في الركنين المتقابيلن و الابيض في بشرة المراتين و الحصان و فارسه و المنضده او بين الاحمر المنتشر بكثره في اللوحه بدرجات متفاوته
نري من الااون الغربيه في اللوحه و الذي يوجد فيها بصوره نادره :اللون الازرق ،حيث نراه في ملابس المراه و في بعض الثمار علي المنضده و كوبين فقط ،و وجوده هنا يعتبر وجودا مثاليا لانه قد ساهم مساهمه واضحه في كسر نمطية الالوان المسيطره علي اللوحه كلها فاعطي اللوحه نكهه خاصه لم تكن لتوجد الا بوجود لون مغاير تماما لالوانها الموجوده فيها و اعتقد ان اختيار الازرق المائل بشده نحو البنفسجي يعتبر اختيارا مثاليا جدا و توزيعه بحيث يخفف من حدة الابيض_ الذي يعد انتشاره بكثره تقليل من المعني و الجوده في اللوحه_ يعتبر فعلا من اهم ملاحظات الفنان الدقيقه هنا
ملامح المراه تبدو في حالة حزينه و مهمومه من كثرة الفكر في موضوع معين واضح هنا انه الفارس الغائب البادي من الخلف كانه موجود في خيالها لا في واقع اللوحه و تبدو مشاعر الخادمه تابعه لمشاعر سيدتها فهي حزينه لان السيده حزينه فلا استقلال للعبيد و الخدم حتي في مشاعرهم
فالكل هنا في حالة انتظار ؛ المراه السيده و خادمتها ،و المائده و طعامها ايضا ينتظران ،و الوسائد و الارائك ايضا تنتظر ذلك الفارس الغائب عن العيون الحاضر في خيال المراه
انتظار
احدي لوحات بونماتي المميزه جدا
.............................
كتبها /ذو النون المصري
......................

Wednesday, December 26, 2007

قالت :د/سميه فهمي



الفن هو المجال الوحيد الذي يظهر فيه المنطق الوجداني بطريقه مباشره .ذلك ان الفن هو احدي طرق البحث عن الحقيقه بوساطة حساسيتنا الوجدانيه .و الفنان ياخذ علي عاتقه ان يعبر لنا عن طبيعة العالم الواقعي كما يتلقاه وجدانه و تستوعبه عاطفته ،فهو بذلك يكشف لنا عن معني من معاني الحياة .و يتوقف نجاح الفنان علي منطقية وجدانه و عواطفه ، اي علي قدرته علي ان يخرج من دائرته الذاتيه الضيقه ،و ان ينطلق نحو الطبيعة يملا حواسه بها ، و يغمر نفسه فيها ،و يتحسس معناها بوجدانه _ثم ينطلق نحو الناس يشعر بشعورهم ، يفرح معهم و يحزن معهم. ان هذه المشاركه تخلق في نفس الفنان نشاطا تلقائيا ابتكاريا يدفعه الي التعبير عن الوجدان الذي احسه ازاء الطبيعه ،و العاطفه التي استلهمها من حياة الناس ، في صورة فنيه كقصيدة ، او قطعه موسيقيه ، او لوحة تصويريه ، او تمثال . و الفرق بين الفن الرديء و الفن الجميل ينحصر في ان الاول لا يتعدي الاستجابه الذاتيه المحدوده بينما الثاني يكشف لنا عن قيمة من قيم الحياة.
.............................................
من كتاب/حياتنا في ضوء علم النفس
ص 12 و 13
طبعه اولي عام 1979
الصوره فوتو شوب للفنان حسني سليمان
............................

Tuesday, December 25, 2007

احلامي هناك

احلامي هناك
.................
واحده من افضل مجموعة لوحات بونماتي فيها تبدو سيده متوسطة العمر تقف في مقدمة اللوحه بكتفين عاريين و تلبس ثوبا رقيقا بلون اخضر فاتح في الخلفيه يبدو الافق الملبد بغيوم ليست كثيفه كما انها تقف علي بحيرة تكسوها خضرة الطحالب و تحفها النباتات الخضراء
نري ان اللون الاخضر يسيطر علي الجزء الاسفل من اللوحه سيطره كامله فهو في لون الماء و النباتات و ملابس السيده. و نري ازرق البحيره الفاتح يتداخل ببطء مع ازرق السماء الداكن فلا نري انفصال في الوان اللوحه سواء الشكل او الارضيه او مكونات كليهما فالارضيه المكونه من السماء و الارض و البحيره نراها كلها متمازجة الالوان و لا تنفصل اجزاؤها
نري ان الفنان قد ابتكر حيلة تعبيريه في رسم المراه فهي تبدو في الوانها متمازجه تماما مع البيئه خلفهافتكاد الوانها تشف عن لون مكونات اللوحه خلفها و نري ايضا لون الشعر الاحمر المتماوج فوق بياض الكتفين المائلين للاحمرار الخفيف جدا ،كل هذه الالوان تمازجت في تكوين بديع متناسق
في اللوحه ملامس خشنه و كانها مصنوعه من النسيج لا بالالوان و الفرشاه و كان هذا الاثر الخشن له رونق خاص في ابراز جماليات اللوحه
في اللوحه معاني غامضه تبرزها قسمات اللوحه و ملامح المراه ،!فهي كما نراها تبدو في حالة حلم يقظه فلا تكاد تنتبه من غفوة الحلم و من شدة غفوتها تحول بعض جسدها الي خيال حتي كادت من شدة اندماجها مع الحلم ان تختفي عن الناظره و تنتقل ببدنها مع خيالها الي حيث تحلم ،الي حيث تعيش الان في احلامها،حيث تحلم بانها معه،فكل احلامها هناك
....................................
كتبها /ذو النون المصري
.................

Friday, December 21, 2007

"القادم من بعيد"



القادم من بعيد

.......................
لوحه من اعمال بونماتي و التي يبدو فيها كما في غيرها من اعمال بونماتي التاثر بالشرق والحياة العربيه ،فموضوع اللوحه ووحداتها الفنيه التي كون منها الفنان لوحته تعتمد اعتمادا كليا علي الاجواء العربيه الصحراويه ،فالخيام و الصحراء و الصخور و الخيول و الملابس و العمائم كلها مفردات عربيه و كذلك الوحدات الزخرفيه في اللوحه . اللون الغالب علي اللوحه هو البني بعدد من درجاته المتدرجه بين الغامق و الفاتح، و هي موزعه في اللوحه بصوره تشبه الحوار او الديالوج ،فنري مثلا في الركن الايمن باعلي اللوحه البني بثلاث درجات و في الركن الايسر باسفل اللوحه يرد عليه البني بثلاثه من درجاته ايضا و من نفس خامة البني الاخر فكلاهما قماش و ان كان احدهما ستائر بالخيمه و الاخر ستار لجسم المراه.كذلك نري البني في الركن الايسر باعلي اللوحه يرد عليه بني اخر باسفل اللوحه يشمل ركنها الايمن ايضا فنري ان اللون يغطي اركان اللوحه الاربعه ،و بين هذه الاركان نري التكوين الاساسي للوحه و الذي يتكون من حصانان و امراه و هنا نري الالوان تختلف علي خلفيه من لون متباين تماما مع الوان اللوحه ككل
نري المراه ناصعة البياض و لها خصلة شعر سوداء بدرجة سواد متوسطه بين لوني الحصانان كما نري احد الحصانان مسرجا بلون فاتح هو درجه وسطي بين لون المراه و لون عمامتها ، هكذا تبدو اللوحه في حالة تحاور لوني يتكلن اللون من هنا مره فيرد عليه نظيره من الجهه الاخري مره اخري
و كذلك نري ان الزخارف الاسلاميه رسمها الفنان بدقه و اتقان يدلان علي مدي اهتمامه و رعايته لقواعد الفنون الزخرفيه الاسلاميهسواء كان في الستائر او ملابس المراه او عمامتها او الشريط الزخرفي علي الحانب الايمن من اللوحه
الحصانان في اللوحه يرمزان للقادم من بعيد فمن المؤكد ان الحصانان احدهما ذكر قادم من بعيد و الاخري انثي و هي ذات اللون الفاتح فهما في حالة شوق حيواني لكنه يبدو في صوره انسانيه لما يحمله مشهدهما من عواطف نراها في اللوحه كما ان المراه ايضا و التي تنتظر القادم من اجلها من بعيد ايضا نراها ترقبهما و هي في حالة اقرب الي حالة من يري حلم يقظه فقد نظرت اليهما و اتخذت جانبا بعيدا قليلا عنهما حتي لا يلهيانها عن حلم يقظتها و في نفس الوقت يلهمانها هذا الحلم الذي تحب ان تعيش في اجوائه
اللون الاحمر و الذي يمثل خلفية اللوحه يعتبر غريب جدا في اللوحه حيث يمثل الافق البعيد فربما قصد الفنان من لونه التعبير عن اخطار الغربه في الصحراء ايضا في اللون الاحمر امكانيات لونيه تهيء له القدره علي ابراز اي لون اخر بجواره و هو ما نلاحظه من حالة بروز مكونات اللوحه الي الخارج و لو كان لون غير الاحمر لراينا المكونات مندمجه مع الخلفيه لكني اراها في حالة انفصال عن الخلفيه هنا و كانها مصممة بطريقة الكولاج"القص و اللصق" علي خلفية حمراء
..........................
كتبها ذو النون المصري
................

Tuesday, December 18, 2007

ابراهام

ابراهام
..............................
لوحة توضح حدث تاريخي و ديني هام جدا تعرفه الاديان الثلاثه و قد اهتم الفنانين الغربيين بالتعبير عن احداث العقيده و تاريخها بعكس الفنانين المسلمين الذين حرموا تماما تجسيد الانبياء في لوحاتهم و رسوماتهم الجداريه في المساجد و غيرها من العمائر التي تركوها كاثار نشهدها الان
نري في اللوحه من يفترض انه ابراهيم عليه السلام ممسكا بسكين و يحاول ان يذبح من يفترض ايضا انه ابنه اسماعيل بناءا علي الامر الالهي بان يذبح ابنه فيها ايضا من يفترض انه جبريل عليه السلام و هو يمنع ابراهيم عليه السلام من ذبح ابنه و نازلا بالبشري بان الله ابقاه و ابدل الذبيح و افتداه بكبش عظيم
نري في اللوحه حاله من الصراع بين الثلاثه علي تنفيذ امر الله فابراهيم يسعي لذبح الابن و الابن يبدو مستسلما لقدر الله و امره بينما نري الملاك نازلا من السماء محاولا منع تنفيذ الامر لان امرا جديدا قد صدر بمنع الذبح فنري ان الحركه في اللوحه فيها تنوع بين الهدوء الشديد و الشده و العنف و الحركه المفاجئه الغير متوقعه و في هذا التنوع الحركي تبرز جمال خاص للوحه و براعه خاصه للفنان الذي ابدعها
الوان اللوحه اتت معبره و مناسبه لموضوعها ،فنراها تعتمد علي البنيات بدرجاتها المختلفه و هي تعطي احساس بالكابه الطاغيه و الحزن الشديد و تعطي احساس بان هناك ما يشبه الليل في غير وقته قد خيم علي المكان و ان ظلاما استثنائيا قد حل في السماء
نري في اللوحه مساحات قاتمه تسيطر سيطره كامله عليها بينما نري مساحه وحيده من الضوء هي جسد الذبيح و هو مستلقي علي الارض و المقصود من هذه الاضاءه هي تسليط الاهتمام كله علي هذه الشخصيه باعتبارها محور احداث اللوحه و القصه و نري ان الجسد قد رسم بتناسب واضح و تناسق مدهش و يد الاب ممسكة بالرقبه و الراس مضغوط لاسفل و القبضه تمسكه بصوره ابدع الفنان فعلا في تصويرها
و نري مساحة ضوء ثانيه لكنها اصغر من الاولي هي وجه الاب و الذي بدا جسمه كله في الظلام ماعدا وجهه و يده التي يمسك بها الملاك و كان الفنان ايضا اضاءهما لانهما اكثر الاجزاء صلة بالاحداث"وجه الاب منفعلا بما تفعله يداه" و معها فيا لضوء يد الملاك ووجهه و اضاءهما الفنان لنفس الهدف
نري ان مساحات الضوء قد ابدعها الفنان بغير تكلف ،اي انه اضاءها بصوره مقصوده لكنها لم تاتي بما يوخي بانها مقصوده و انها غير ذات ضروره بل بالعكس يراها من يري اللوحه انها لا غني عنها و لو لم تكن موجوده لكانت اللوحه اقل شانا منها الان و هذا من دلائل العبقريه لدي الفنان
ايضا نري ان الظل و النور في اللوحه قد توزعفي صوره شبه بيضاويه في اللوحه ككل فيبدا من اسفل في جسم الطريح ارضا متحركا الي يد الاب ثم وجهه ثم يد الملاك ووجهه الي جانبه الايسر الي يده و يد الاب ثم جسد الطريح مره اخري و هذا التوزيع للضوء في شكل بيضاوي من اهم علامات المدرسه الرومانسيه في الفن
في اللوحه صوره من العقيده اليهوديه او المسيحيه لست اعلم علي وجه اليقين ،و هذه الصوره توضح انها تخالف في بعض تفاصيلها الصوره الاسلاميه للحدث و القصه الدينيه المشهوره و هذه المعلومات تنطوي عليها لوحه رسمها فنان مما يوضح ما شرحناه من قبل بان اللوحه فيها من المعلومات التي لا يمكن ان ننكرها و فيها من المعارف ما يفوق كونها مجرد لوحه مرسومه ،فما هي المعلومات التي يمكن ان نقراها من هذه اللوحه؟
نري ان اللوحه توضح ان ابراهيم يمسك ابنه وجها لوجه بعكس ما ورد عندنا بان ابنه طلب منه ان يذبحه من خلف الرقبه حتي لا يري وجهه فيحن و يمتنع عن تنفيذ امر الله ايضا لا نري ان الفديه موجوده في اللوحه و ربما اهملها الفنان لعدم الضروره الفنيه باعتباره لا يسجل الحدث بل يهمه الغرض الفني فقط و نري ان الملاك في صورة تقريبا انثويه ،و في اللوحه عموما ما يمكن اعتباره توضيح للفرق بين عقيدتين اذ تبيح العقيده المسيحيه و اليهوديه رسم الانبياء و اللائكه كما نري و لا تحرم رسم احداث التاريخ الديني لانبيائهم بينما نري ان الفن الاسلامي قد ابتعد تماما عن هذه الموضوعات باعتبار ان تجسيد الانبياء محرما في الاسلام لذلك لا نري في الاسلام هذه الموضوعات
........................................
كتبها ذو النون المصري
.................

Thursday, December 13, 2007

باب الحرم

لوحة باب الحرم هي واحده من لوحات الفنان السعودي ابراهيم الزيكان و التي لا اعرف علي وجه التحديد ماذا اسماها هو لكني علي اي حال اسميها باب الحرم، هذه اللوحه نري فيها الوان قد نراها متناقضه و متضاده لكنها متمازجه في عمل فني واحد برع الفنان في مزجها حتي كان تناقضها و تعارضها هو في ذاته ميزه من مميزات هذه اللوحه ،فنري ان البنيات مع مجموعة الازرق ببعض درجاتها رغم التنافر الا انها تزاوجت و اشتركت في انتاج هذه اللوحه فاتت كاتم ما تكون روعة و بهاء و جمال
درجات البني المختلفه و التي تهيمن علي الاطار الخارجي لتكوين اللوحه تصور منظر من داخل بيت فتح فيه باب الي مازن الحرم فمنائر المازن و بركاتها و نورها تطل مباشرة علي باب البيت و يراها بوضوح من في داخل البيت و تبدو اضاءة المنائر ساطعه حتي انها تكاد تضيء المنزل من الداخل او هي بالفعل مصدر الضوء الوحيد لداخل المنزل و في هذه اللفته معني باطني واضح حيث يعد نور المناره هو نور السماء و هو ايضا نور القلوب اذا مالت الي ندائها البيوت و سارت علي صوتها القلوب
اللون الازرق الداكن في قلب اللوحه و تفاوت درجاته له مشهد مؤثر في النفس حيث يبدو ما حول المازن في كامل الظلام الا ما تصل اليه انوار المازن فيضيء بفعل النور الظاهر و النور الباطن المنبعث من المنائر باعلي المساجد ،وواضح ايضا ان حالة الاظلام الكامل خارج البيت ساعدت علي ابراز قوة سطوع ضوء المئزنه حتي انه توهج في لون قريب من الابيض و كانه نور مشكاة من السماء لا نور مصباح من الارض
نور المئذنه انار جسم المئذنه نفسه و خفف من شدة الازرق الداكن بها و نري ايضا عدد كبير من النجوم الظاهره في اللوحه و التي لم تكن كفاءة الفنان قليله حتي ياتي بها علي وجه كامل من الدقه و الروعه و نري هذه النجوم تلمع بوضوح في سماء اللوحه
في تكوين اللوحه و خطوطها نري ان الفنان برع فعلا في رسم اشياء بسيطه مثل الباب و الذي فيما يبدو ان الفنان رسمه بعد دراسه خاصه عن الابواب في الفن الشعبي و الاحياء الشعبيه في بلاده حيث يبدو فيه الالتزام بالدقه في رسم التفاصيل مهما كانت دقيقه و قد يراها فنانين اخرين انها تفاصيل غير مهمه و نري ان الفنان رسم حتي خطوط الواح خشب الباب و مواضع مسامير الباب مما كان له اثر واضح في ابراز جمال اللوحه بصوره اكبر
في اللوحه معني باطني قد نشعر به اذا تخيلنا انفسنا نحاول الخروج من الباب الي خارج البيت !!فاننا سنتجه الي سماء اللوحه و انوار مازنها الظاهره التي تقودنا في هذا الظلام الدامس الي الاحساس باثار هذا النور في النفس ما ينعكس بالضروره علي وجدان متزوق اللوحه و الذي سيشعر بانه متجه الي الله و كان في اللوحه تحقيق لمعني قوله تعالي "ففروا الي الله"
رايت في هذه اللوحه مناسبتها للعرض في هذه المناسبه الاسلاميه التي تمر علينا هذه الايام و حالة الفرار الي الله التي تغمر الكثيرين منا بشرق لا نهائي لملاقاة الله في ثوب طاهر نظيف و نفس خاليه من الشر و النكران للخالق
...................................
شرحها
ذو النون المصري
..................................

Monday, December 10, 2007

قال علي عزت بيجوفيتش



الفن و الدين
................

ان غالبية الناس قد لا يكون لديهم فكرة عن الرسم او النحت او الادب ، بقدر ما يجهلون فن المعمار .و لكنهم من خلال تجربة ميلاد او موت ، او من خلال شخص ما يمارسون هذا الشعور الغامض بالسمو الذي تقوم عليه جميع الاديان
الفن في بحثه عما هو انساني ، اصبح باحثا عن الله .و اذا كان الواقع يشير الي وجود فنانين ملحدين اسميا ، فان هذا لا يغير كل شيء ، لان الفن "طريقه للعمل و ليس طريقه للتفكير " .توجد لوحات لا دينيه ، و تماثيل لا دينيه و كذلك قصائد من الشعر ،و لكن لا يوجد فن لا ديني .وظاهرة "الفنان الملحد "هي ظاهرة نادره جدا ،و يمكن ارجاعها الي تناقض في الانسان نفسه ،وهو تناقض لا مفر منه ، كما ترجع الي الاستقلال النسبي للمنطق الواعي عن العفويه ،و بالرغم من اصالة العفويه البالغه ، الا ان الموقف العام للانسان يتشكل بنوع استجابته لمحصلة الضغوط التي تتنازعه بين الارض .فاذا امتنع وجود حقيقه دينيه ، امتنع بالتالي وجود حقيقه فنيه
.......................................
نقلا عن كتاب
الاسلام بين الشرق و الغرب
تاليف رئيس البوسنه و الهرسك علي عزت بيجوفيتش
دونها/ذو النون المصري
.....................

Friday, December 7, 2007

قال علي عزت بيجوفيتش

نقلا عن كتاب الاسلام بين الشرق و الغرب
تاليف رئيس البوسنه علي عزت بيجوفيتش
.....................................
لا يوجد في عملية الابداع الفني مجال لفريق عمل . فكل عمل فني مرتبط علي الدوام بشخصية الفنان .و العمل الفني _من حيث هو ابداع ، من حيث هو "صناعة الانسان "_هو ثمرة للروح ،و من ثم فانه فعل لا يتجزا . اما في العلم ، فان عمل الفريق ممكن لان موضوع العلم مؤلف من اجزاء و تفصيلات ،لذلك فهو ملائم للتحليل و الفصل والتقسيم
حيثما ظهر العلم ، فانه يكتشف المتماثل ،المتناغم ، الساكن الدائم . اما الفن ، فهو "نشوء جديد علي الدوام "...العلم يكتشف ، اما الفن فيبدع .العلم دقيق ، اما الفن فصادق . العلم يسعي لاكتشاف القوانين و استخدامها ،اما الفن فانه يعكس النظام الكوني دون ان يستفسر عنه. العلم مهما بلغ من العمق او التعقيد ن لم يشعر بقصور اللغه كاداة للتعبير عن نفسه ، اما الفن فبسبب خاصيته الروحيه دائم البحث عن وسيله اخري للتعبير ،عن "لغه اضافيه"
...........................

Tuesday, December 4, 2007

قال علي عزت بيجوفيتش


قضية اصل الانسان هي حجر الزاويه لكل افكار العالم .فاي مناقشه تدور حول كيف ينبغي ان يحيا الانسان ،تاخذنا الي الوراء الي حيث مسالة "اصل الانسان" .و في ذلك تتناقض الاجابات التي يقدمها كل من الدين و العلم ، كما هو الشان في كثير من القضايا
في الفلسفه الماديه يفكك الانسان الي اجزائه التي تكونه ، ثم يتلاشي في النهايه . و قد اوضح انجلز ان الانسان نتاج علاقات اجتماعيه او بدقه اكثر هو نتاج ادوات الانتاج الموجوده .الانسان ليس شيئا يذكر و لاهو خلق شيئا ، بل علي العكس ، انه مجرد نتاج حقائق معينه
لقد اخذ "داروين "هذا الانسان اللا شخصي بين يديه ووصف تقلبه خلال عملية "الاختيار الطبيعي" حتي اصبح انسانا قادرا علي الكلام ، و صناعة الادوات ، يمشي منتصبا .ثم ياتي علم البيولوجيا ليستكمل الصوره ، فيرينا ان كل شيء يرجع الي الاشكال البدائيه للحياة و التي بدورها ، عمليه طبيعيه كيميائيه ..لعب بالجزيئات . اما الحياة و الضمير و الروح فلا وجود لها ، و بالتالي ليس هناك جوهر انساني
اذا تركنا ذلك النموزج العلمي الحاد ، و هو نموزج يسهل فهمه وان كان باعثا علي الكابه _ اذا تركنا هذا جانبا لنتحول الي كنييسة "سكيستين "لنتامل في داخلها لوحات "ميكل انجلو" التي تمثل تاريخ الانسان منذ هبوطه الي الارض حتي يوم القيامه، لاصابنا العجب من معاني هذه الصور،و لتساءلنا :هل تحتوي هذه الصور بالفعل علي اية حقيقه عن الموضوع العظيم الذي تصوره ؟
ان الدراما الاغريقيه ، و رؤيا "دانتي " في الجنه و الجحيم ،و الاغاني الدينيه الافريقيه ،و استهلال "فاوست "في السماء ،و الاقنعه الميلانيزيه ،و الصور الجصيه اليابانيه القديمه ،و الرسوم الحديثه _جميع هذه الامثله اذا خرجت بدون تنظيم معين ، فانها جميعا تحمل في ثناياها شهاده واحده .فمن الواضح البين انه لا علاقة لها بانسان "داروين "
ان العلم يعطينا صوره فوتوغرافييه دقيقه للعالم ، وان كانت تفتقر الي بعد جوهري للواقع .انه بمنطقه التحليلي المجرد يجعل الحياة خلوا من الحياة و يجعل الانسان خلوا من الانسانيه.ان العلم في علاقته بالانسان ممكن فقط ،اذا كان الانسان جزءا من العالم اونتاجا له. بمعني اخر ، ان يكون شيئا .و علي عكس ذلك ، الفن ممكن فقط اذا كان الانسان مختلفا عن الطبيعه ،اذا كان غريبا فيها ، اذا كان هوية متميزه ، فكل الفنون تحكي قصة متصله لغربة الانسان في الطبيعه
ان داروين و ميكل انجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الانسان و حقيقتين متعارضتين عن اصله ، و لن ينتصر احدهما علي الاخر ، لان احدهما مدعم بعدد هائل من الحقائق يستحيل تفنيدها ،بينما الاخر مستقر في قلوب جميع البشر
ان الكائن الانساني ليس مجموع وظائفه البيولوجيه و كذلك اللوحه الفنيه لا يمكن تحليلها الي كمية من الالوان و لا القصيده الي الالفاظ التي تكونها ،هناك فارق بين المسجد و بين المعسكر الحربي
..................................
عن كتاب/الاسلام بين الشرق و الغرب
تاليف /علي عزت بيجوفيتش
رئيس البوسنه و الهرسك
اللوحه للفنان سلفادور دالي

Saturday, December 1, 2007

احلام طالب جامعي


لوحه جديده لايمان مالكي الفنان الايراني المعروف ،و قد قدمنا له لوحتين من قبل و هذه هي اللوحه الثالثه.اللوحه السابقه له كانت عن نهاية العام الدراسي و قد اخترنا هذه لانها في نفس ميدان اللوحه السابقه فهي عن الدراسه و همومها و مشاكلها ايضا و احلام الطلبه.اللوحه السابقه كانت عن طفل في الابتدائيه و هذه عن طالب جامعي في نهايات حياته الدراسيه،في هذه اللوحه و التي اعطيها عنوان احلام طالب جامعي نري ان الشاب الجامعي جالس مثل سابقه علي حائط باعلي منزله ممسكا ايضا بكتاب لكنه لا يصنع منه طائرات ورقيه مثل الطفل السابق بل هو يغطي بالكتاب وجهه حالما بنهاية الحياة الدراسيه كلها. الوان اللوحه تدل علي نبوغ الفنان في رصد دقائق لوحاته التي يرسمها ،فهو قد رسم قميص الشاب بالوان شبه شفافه نري من تحتها لون الملابس الداخليه و يبدو لون جلد الشاب من تحت القميص و هذا التحكم الدقيق في الالوان يدل علي النبوغ و التفوق لدي الفنان،كما ان وضعية جلوس الشاب مرسومه بدقه عاليه حافظ فيها الفنان علي نسب اعضاء الجسم و علي الظل و النور فيها و يبدو ان النور خافت جدا في اللوحه حيث ينتشرالسحاب الممطر في السماء مما حد من مساحة النور الساطع في اللوحه و يبدو من هنا ان العام الدراسي في اوله و ان الشاب مقبل علي امتحانات و من هنا ايضا نستشف ان الشاب يفكر بقلق في هذه الامتحانات بعد ان بذل جهدا في فهم الكتاب الذي يحمله ويبدو انه يتمني ان يهبط عليه الفهم من السماء.لون البنطلون الرمادي لائق جدا مع لون القميص كما ان لون الكتاب لا يتنافر ابدا مع باقي الوان اللوحه و تبدو للشاب لحيه خفيفه تحت الكتاب ،المدينه تحت المشهد يغطيها ضباب ربما بسبب الجو الشتوي و بسبب بعد المسافه كما ان اللون البنفسجي الرقيق جدا معبر و متماشي مع باقي الالوان .السحب في السماء كانها حقيقيه و بالتاكيد نتج هذا الانجاز بعد دراسه قام بها الفنان عن السحب وحدها.في اللوحه مشهد خيالي يدور في زهن الشاب ،وهو سقوط الكثير من الاوراق المكتوبه من السماء علي شكل المطر ،حيث تعبر عما يدور في زهن الشاب من رغبه في نزول مطر من الورق بدلا من الماء متمنيا نزول الفهم من السماء بعد ان فشلت جهوه في الفهم و ربما دلت ايضا علي ان هذا الشاب لديه من الوعي الكثير فهو يعلم قيمة القراءه و العلم و يسوؤه ان يري اهل وطنه منصرفين عن العلم فهو يتمني ان ينزل عليهم العلم من السماء و ان تمطر السماء عليهم ورقا مكتوبا به من العلم غرائبه حتي يتاكدوا من قيمة العلم و فوائده و محتمل ان يكون الشاب علي دراية بمصيره بعد نهاية عمره الدراسي فيري ان امله ان يبقي طالبا لا عاطلا حتي لا تكون سبه في شخصه فهو يري اماله الورقيه تتهاوي امامه من السماء مغطي وجههة نكدا مما يدور في زهنه من احلام و كوابيس