Wednesday, April 27, 2011

منظر طبيعي



لاكية علي حائط


مقاس40*50سم

Wednesday, April 6, 2011

عند حوض الغسيل

ايميل مونيير من ابرع الفنانين المعبرين بصدق عن حياة مجتمع عاش منذ قرنين ،و لولا امثال مونيير من الفنانين البارعين ما وصلنا عن هذه المجتمعات اي شيء من ملامح ثقافاتهم بمختلف عناصرها سواء نمط المعيشة او ملابسهم طعامهم و مستواهم الحضاري .باختصار الفن التشكيلي في هذا العصر و العصور التي قبله كان اداة التسجيل لكل شيء مثل التليفزيون ببرامجه الوثائقية في عصرنا .و قد كان مونيير من ابرع الوثائقيين التشكيليين في عصره و كان كذلك من ابرع من فحص مكونات النفس الانسانية في اعماله الفنية.

في اللوحة نجد بنت تجلس بجوار حوض ماء يسكب فيه ميزاب الماء و قد بلغ الحوض حد الامتلاء و توجد ملابس و مضرب خشبي علي حافة الحوض وواضح ان البنت تغسل ملابسها في مغسل عمومي في فرنسا ذلك الزمان و التي لم تعد تشبه فرنسا عصرنا لا من قريب و لا من بعيد،و لا يصدق مخلوق ان هذه فرنسا الماضي التي نعرف حاضرها الان.


بنت تقف بجوار حوض الغسيل العمومي و في يدها قدرة فخارية لا معة للطعامتاكل منها في الشارع ؛حيث كان امرا عاديا ان تفعل ذلك .و علي حفة الحوض مضرب غسيل تستخدمه النسوة في الضرب بقوة علي الملابس لتسهيل تخليصها من الوساخات و يشبه ذلك ما كانت تفعله النسوة في ايريافنا حتي سنوات قليلة خلت علي الترع ،تقف مستندة الي الحوض تنظر للامام نحو جهة التصوير كعادة مونيير في اغلب لوحاته ، و تشغل عمود طويل في وسط اللوحة هو المحور العمودي الرسي يربط اعلاها باسفلها من الناحية التشكيلية و اللونية ايضا ،و هذه الوقفة في وسط اللوحة هي الموقع المفضل لدي مونيير في اغلب لوحاته ،و مع البنت يوجد الحوض و الذي يشغل النصف السفلي من اللوحة و يشغل المحور العمودي الافقي للوحة( و هو نفس تكوين المحاور في لوحة بنت تجمع حبات الكرز) .


الجزء العلوي يمين اللوحة مظلم تماما يقابله جزء مضيء تماما اسفل يسار اللوحة مع منطقة وسط في منتصف اللوحة بينما تقع لبنت في منطقة ضوء ساطع فربطت كجسم مضيء بين ظلام الاعلي و اضاءة اسفل اللوحة مما ساعد علي ترابط اعلاها باسفلها بالتوزيع الجيد للضوء والظل.


استطاع الفنان ان يدقق في ملامح كل شيء في اللوحة فالبنت فرق شعرها مرسوم بدقة كما ان لون الشعر كانه شعر حقيقي ،و ذلك باقي ملامحها برع الفنان في رسمها حتي ان حركة الاصابع في مسك اناء الطعام و الملعقة لم يتركها الفنان للصدف بل دقق فيها كان فيها سر اللوحة كلها و في الحقيقه هذا هو داب الفنان مع كل اجزاء العمل الفني و في كل اعماله الفنية .نري هذه الدقة ايضا في رسم الارض حيث بليت البلاطات الارضية من كثرة الاستعمال و الاهمال فلم يترك الفنان هذه اللمحة البسيطة الا و اهتم بها كذلك سرسوب الماء الصغير يبدو تماما كالماء الحقيقي.


دقه عجيبة تزهل المتامل الهاوي و الدارس و المتخصص، كما ان هذه الدقة اتت بفائدة لدارسي الاجتماعيات و التاريخ الخاص بهذه المرحلة اذ كانت هذه اللوحات وثائقيات امينة تعبر عن مرحلة في بلد لا نصدق ابدا انه كان ذلك البلد الذي نعرفه الان فالبون شاسع جدا بين ماضي و حاضر هذا البلد،و هو ما يدفعنا للتساؤل ...كيف كنا نحن في ذلك العصر ؟و كيف نحن الان؟الواضح طبعا اننا لازلنا كما نحن لم نتغر او تغيرنا للاسوا.و هذا التامل يدفعنا للتساؤل عما يجب علينا ان نعرفه كي ندرك ما فاتنا .


Saturday, April 2, 2011

جامعة الكرز



جامعة الكرز الصغيرة


ايميل مونيير


1840 _1895


.............



للفنان ايميل مونيير قدرة خاصة علي التعبير قلما تمكن منها فنان . يستطيع الفنان ايميل مونيير الخروج بالفن التشكيلي عن نطاق الفن التسجيلي الي نطاق الفن التعبيري بسهولة و يسر حتي لكانه حينما يبدع كانما يمارس عادة من عاداته اليوميه بعد ان تحول الابداع لديه الي عمل يسير.


و للفنان ايميل مونيير ايضا سمة فنية خاصه تستطيع من خلال قراءتها التعرف علي فنه و ابداعه حتي لوكان معروضا وسط عدد كبير من الاعمال لمختلف الفنانين.


السمة الاساسية في لوحات مونيير انه يبحث- كما قلنا في اكثر من موضع- عن المفاصل التي تحدث في الزمن و يجمدها بسرعة فائقة بكل تفاصيلها في زهنه ثم يبسطها علي لوحاته ،و هذه المفاصل الزمنية كما قلنا _ في شرح لوحاته السابقة_ تعتبر مناطق زمنية تفصل بين حدثين رئيسيين في قصة بطلها شخصية اللوحة .


في هذه اللوحة نري بنت صغيرة في مكان ريفي فرنسي_وطن الفنان_يشغل تكوينها المحور العمودي الراسي باللوحة ويوجد خلفها حواجز من جزوع الشجر القديمة تشغل المحور العمودي الافقي للوحة ،و هذان المحوران _البنت و الحواجز الخشبية_ هما كل الشكل في اللوحة و باقي عناصرها هي الارضية.


الشكل اعتمد الفنان في ابداعه علي قدرته الفائقة في ابراز التفاصيل المتناهية الدقة الي درجة التسجيل الفوتوغرافي لالي ،لكنه يزيد علي الفوتوغرافيا الالية انه يبرز التفاصيل التي تبين الملامح النفسية الابرز للشخصية و التي نستطيع اذا قراناها قراءة جيدة ان نتعرف علي قصة كامنة خلف وجه مرسوم.


في اللوحة تقف بنت صغيرة بيدها غصن به ثمار حمراء اللون_ربما تكون كرز_تقطف منها ما تاكله و يبدو ان هناك من رقبها فنظرت اليه فالتقط الفنان هذه اللحظة و جمدها في لوحته.


تبلغ درجة الدقة و الاتقان في الرسم حد البلاغه اذا جاز التعبي؛ر فملامح الوجه و حركات الاصابع و هيئة القدمين و كذلك تشكيل الملابس و من خلف البنت نري الحواجز الخشبية و ربطة الثمار القماشية علي الارض ،و كذلك ملامح الخلفية بالارض و الشجر و الصخور ،كل هذا ابدعه الفنان بصورة اكثر من رائعه كتكوين تشكيلي.


الوان اللوحه لا تقل في ابداعيتها عن التكوين التشكيلي ،فالفنان مونيير رغم انفصال الشكل عن الارضية تشكيليا الا انه استطاع ان يربطهما بقوة من خلال التنسيق اللوني في اللوحة؛ فاللون الابيض في خشب الحوجز موجد علي شكل بقع لونية صغيرة في صخور و كذلك اللون الاخضر في اشجار الخلفية نجده في قطعة قماش في ملابس البنت و كان يمكن الاستغناء عنها كتكوين لكن التنسيق للوني يجبر الفنان علي وجودها ايضا لون الارض تحت قدمي البنت نجده في لون الارض و جزوع الشجر بالركن الايمن العلوي للوحة .و اللون الابيض في ملابس البنت و لونها يشبه عمود لوني قائم بين نصفي اللوحة العلوي و السفلي للربط بينهما ؛هذا التوزيع اللوني جعل عناصر اللوحة التشكيليه في حالة تشبه الحوار اللوني كما جعل الانتشار اللوني المنظم لكل الالوان اللوحة تبلغ درجة الكمال فلا يمكن ان نتصور ان يدخل عليها تعديل فيحسن من مستواها الفني ابدا.


يمكن ان نتامل بعض العناصر في اللوحة كي نري مدي الدقة في لتنفيذ؛نري ان قماش اللوحة كانه قماش حقيقي سواء كان في ملابس البنت او الموجود علي الارض ملفوفا علي اغصان الثمار ،و كذلك شعر البنت لذهبي الذي اتقن الفنان تصويره، و اخشاب الحواجز نراها و قد بلغ الفنان حدا رسم فيه خشب جديد و خشب قديم ،و يظهر ذلك جليا في ملامح الاخشاب ،كما رسم الفنان ايضا مناطق الظل و النور ببراعه فائقة ..كل هذا جعل هذه اللوحة من الروائع التي قدمها الفنان ايميل مونيير.


..................................