Sunday, November 25, 2007

قال زكي نجيب محمود


لم يترك العقاد بابا من ابواب الحياة و الفكر الا دافع عن وجوب الحرية فيه ،و له راي جعل به الجمال و الحرية شيئا واحدا ،فالشيء جميل بقدر ماهو حر طليق من القيود التي تعوق حركته ،و يقول ان حب الامم للحرية يقاس بحبها للفنون الجميله و لا تقاس بما ينشا بين ظهرانيها من صناعات و علوم نفعية تخدم مطالب العيش لان مطالب العيش محتومه علي الانسان ، اما حين يكون الانسان غير مدفوع بقوانين الطبيعه حين يختار و يدع ، فتلك هي الحرية بمعناها الصحيح ،و هي حالة تتحقق حين يتعلق الانسان بالفن الجميل
......................
الناس يختلفون فنا و يتشابهون علما
....................................................
عن كتاب /من زاويه فلسفيه
تاليف/د: زكي نجيب محمود
..................

Friday, November 23, 2007

نهاية العام الدراسي


نهاية العام الدراسي

لوحة للفنان الايراني ايمان مالكي


من اهم مزايا الفنان الاصيل هو قدرته علي التعبير الصادق عن عصره و صدق عرضه لملامح مجتمعه ، و الفنان ايمان مالكي هو واحد من هؤلاء الفنانين الاصلاء فهو يعبر عن الملامح الدقيقه جدا للمجتمع الايراني ،حيث يمكن ان نشاهد في لوحة من لوحاته الكثير جدا من القضايا التي يغوص فيها مجتمعه .
في لوحة نهاية العام الدراسي يمكن ان نقرا الكثير عن حالة المجتمع الايراني حيث نشاهد في اللوحة طفلا يدل شكله علي انه في المرحله الابتدائيه من التعليم وهو يجلس فوق سطح منزله و يبدو الافق من خلفه مليئا باسطح المنازل و الكثير من شواشي الاشجار بين اسطح المنازل
الطفل يبدو في وضع من استراح بعد تعب طويل فهو ياكل بيسراه و يمسك طياره ورقيه بيمناه و هي من العاب الاطفال المفضله ،و بجواره كتاب يبدو انه كتاب دراسي يصنع منه طائراته الورقيه التي يطيرها من سطح المنزل الي الشارع كعادة الاطفال حيث يعجبهم اكثر المكان العالي لتطيير طائراتهم لانه يرضي خيالهم الطفولي اكثر حيث يشعرهم بان طائراتهم تطير الي اعلي بالفعل
و الكتاب الدراسي بجواره و الذي ال مصيره الي التقطيع و الرمي في الشارع بعد ان تحول الي لعب اطفال يعرفنا بمعلومه هامه عن التعليم الايراني وقت رسم اللوحه حيث نعلم ان التعليم هناك مرهق لاطفالهم و كتاب الدراسه له هناك نفس المصيرحيث يرمي اطفالنا ايضا كتبهم اما علي شكل طائرات او الي بائعي الفول و الطعميه
ملامح الطفل تبدو فيها السعاده بنهاية العام الدراسي ثقيل الدم و نري هنا مدي عبقرية الفنان في رسم الملامح الدقيقه جدا للعينين و التي رسمهما تنظران من اسفل الي اعلي و يرتفع معهما حاجباه في نفس الحركه و تنضم شفتاه في حركة المضغ و لا تخفيان ابتسامه و سعاده بالجو الجديد الذي يعيش فيه الطفل
الدقه المتناهيه للفنان وصلت الي درجة عاليه جدا حيث رسم طيات الملابس رسما دقيقا و هو ما يبدو في كل لوحات ايمان مالكي و التي سنعرض لها تباعا ،كما ان الظل و النور في اللوحه موزع بدقه عاليه جدا فنري ظل الحائط و قد كسر الضوء الذي يضيء وجه الطفل وسمه كسرا طوليا و ابقي جزء ضئيل من الطفل في الظل (من مؤخرة راسه حتي نهاية الجسم)و يبدو اختلاف توزيع الضوء بين الجزئين في اختلاف درجة اللون بينهما
لم يغفل الفنان هنا عن التدقيق في كل شيء ،حيث رسم ظل حزاء الطفل علي الحائط تحته كما اهتم ايضا بابراز بعض ملامح صفحات الكتاب الدراسي و لعلها هي ملامح الكتاب الحقيقي عندهم في مدارسهم ،كما رسم ايضا طيات قليلة الوضوح في الكاب الذي يلبسه الطفل و البنطلون البني المحروق الذي لم يخلو هو الاخر من جيب بدرجة لون اقل من لون البنطلون
لوحة نهايةالعام الدراسي وضحت مدي سعادة الطفل الايراني بنهاية العام الدراسي و هي سعادة يشعر بها كل اطفال العالم عند انتهاء العام الدراسي عندهم كما وضحت مصير الكتاب الدراسي عندهم و راينا فيها ملابس اطفالهم و اشكال بيوتهم و قراهم مما يحافظ علي وظيفة الفن بكونه ناقل للثقافه
هذه اللوحه هي الثانيه لايمان مالكي في هذه المدونه و ياتي بعدها الكثير ان شاء الله
كتبها
ذو النون المصري

Wednesday, November 14, 2007

بائعة الورد

بائعة الورد هي احدي ابداعات الفنان الكبير "جون وليام جودوارد" و التي تبرز اهم ملامحه الابداعيه التي تميزه عن غيره من الفنانين .المتابع للوحات جودوارد يري فيها بوضوح الاثر اليوناني سواء في اختيار الالوان التي تؤخذ غالبا من الوان الرخام و الحوائط الرخاميه الكثيره الموجوده في لوحاته و ايضا ملابس شخصيات لوحاته حيث يغلب عليها كلها التصميم اليوناني .
في لوحة بائعة الورد نري المراه و قد استندت علي حائط رخامي يكثر تواجده في لوحات "جودوارد" و قد برع الفنان في اختيار الوانه حتي كاد يصبح كانه رخام طبيعي كما ان لون بشرة المراه القريب من لون ملابسها اتي بصوره جميله جدا لا تنافر فيه بين لون الخلفيه و لون الملابس او لون البشره كما ان الفنان برع ايضا في رسم طيات الملابس الكثيره جدا و الدقيقه ايضا ،كما ان خصر المراه مشدود بحبل واضح من لونه انه من الليف وهو مرسوم بغرض اظهار بعض جمال المراه و التي اظهرت كتفها الايمن علي طريقة اليونان في ملابسهم
لهذه المراه صوره نفسيه تبرزها وقفتها المستكينه و مهنتها التي تعمل بها و نظرة عينيها العميقتين كانهما تنظران لمستقبل مفقود و يرجي وصوله،اشعرتني وقفتها بانها امراه انتظرت طويلا فرصه ترقي بها من حياة البسطاء الي حياة الطبقه الراقيه لكنها لم تستطع و يبدو انها ادركت انها لو واصلت الانتظار فلن تصل الي شيء مما تحلم به فقررت ان تعمل عملا يقربها الي هذا الحلم فكانت بائعة الزهور وهي السلعه التي لا يشتريها الا الاغنياء فكانها حدثت نفسها "طالما حلم هذه الحياه الراقيه في حكم المستحيل ،فلا علي الا ان اقترب ممن يعيشون هذه الحياة لعلي اتمتع بمراهم و بالقرب منهم فاعوض بقربي هذا بعض شوقي الي هذه الحياة "ثم حملت زهورها بعد يوم طويل شاق و شغلتها افكارها بجوار هذا الحائط حتي راودتها احلام يقظتها او راودتها افكار عن حياتها الماضيه و هي تجري وراء حلم الحياه بين الاغنياء فتالمت لسراب جرت وراءه طويلا
.....................
كتبها ذو النون المصري
.......................