Friday, November 23, 2007

نهاية العام الدراسي


نهاية العام الدراسي

لوحة للفنان الايراني ايمان مالكي


من اهم مزايا الفنان الاصيل هو قدرته علي التعبير الصادق عن عصره و صدق عرضه لملامح مجتمعه ، و الفنان ايمان مالكي هو واحد من هؤلاء الفنانين الاصلاء فهو يعبر عن الملامح الدقيقه جدا للمجتمع الايراني ،حيث يمكن ان نشاهد في لوحة من لوحاته الكثير جدا من القضايا التي يغوص فيها مجتمعه .
في لوحة نهاية العام الدراسي يمكن ان نقرا الكثير عن حالة المجتمع الايراني حيث نشاهد في اللوحة طفلا يدل شكله علي انه في المرحله الابتدائيه من التعليم وهو يجلس فوق سطح منزله و يبدو الافق من خلفه مليئا باسطح المنازل و الكثير من شواشي الاشجار بين اسطح المنازل
الطفل يبدو في وضع من استراح بعد تعب طويل فهو ياكل بيسراه و يمسك طياره ورقيه بيمناه و هي من العاب الاطفال المفضله ،و بجواره كتاب يبدو انه كتاب دراسي يصنع منه طائراته الورقيه التي يطيرها من سطح المنزل الي الشارع كعادة الاطفال حيث يعجبهم اكثر المكان العالي لتطيير طائراتهم لانه يرضي خيالهم الطفولي اكثر حيث يشعرهم بان طائراتهم تطير الي اعلي بالفعل
و الكتاب الدراسي بجواره و الذي ال مصيره الي التقطيع و الرمي في الشارع بعد ان تحول الي لعب اطفال يعرفنا بمعلومه هامه عن التعليم الايراني وقت رسم اللوحه حيث نعلم ان التعليم هناك مرهق لاطفالهم و كتاب الدراسه له هناك نفس المصيرحيث يرمي اطفالنا ايضا كتبهم اما علي شكل طائرات او الي بائعي الفول و الطعميه
ملامح الطفل تبدو فيها السعاده بنهاية العام الدراسي ثقيل الدم و نري هنا مدي عبقرية الفنان في رسم الملامح الدقيقه جدا للعينين و التي رسمهما تنظران من اسفل الي اعلي و يرتفع معهما حاجباه في نفس الحركه و تنضم شفتاه في حركة المضغ و لا تخفيان ابتسامه و سعاده بالجو الجديد الذي يعيش فيه الطفل
الدقه المتناهيه للفنان وصلت الي درجة عاليه جدا حيث رسم طيات الملابس رسما دقيقا و هو ما يبدو في كل لوحات ايمان مالكي و التي سنعرض لها تباعا ،كما ان الظل و النور في اللوحه موزع بدقه عاليه جدا فنري ظل الحائط و قد كسر الضوء الذي يضيء وجه الطفل وسمه كسرا طوليا و ابقي جزء ضئيل من الطفل في الظل (من مؤخرة راسه حتي نهاية الجسم)و يبدو اختلاف توزيع الضوء بين الجزئين في اختلاف درجة اللون بينهما
لم يغفل الفنان هنا عن التدقيق في كل شيء ،حيث رسم ظل حزاء الطفل علي الحائط تحته كما اهتم ايضا بابراز بعض ملامح صفحات الكتاب الدراسي و لعلها هي ملامح الكتاب الحقيقي عندهم في مدارسهم ،كما رسم ايضا طيات قليلة الوضوح في الكاب الذي يلبسه الطفل و البنطلون البني المحروق الذي لم يخلو هو الاخر من جيب بدرجة لون اقل من لون البنطلون
لوحة نهايةالعام الدراسي وضحت مدي سعادة الطفل الايراني بنهاية العام الدراسي و هي سعادة يشعر بها كل اطفال العالم عند انتهاء العام الدراسي عندهم كما وضحت مصير الكتاب الدراسي عندهم و راينا فيها ملابس اطفالهم و اشكال بيوتهم و قراهم مما يحافظ علي وظيفة الفن بكونه ناقل للثقافه
هذه اللوحه هي الثانيه لايمان مالكي في هذه المدونه و ياتي بعدها الكثير ان شاء الله
كتبها
ذو النون المصري

3 comments:

نبضات said...

أولا سعيده انى من أوائل المعلقين
ثانيا : تعليق رائع ياذو النون كعادتك فى وصف التفاصيل الدقيقه للوحه و فكرتنى بالطلبه والتلاميذ اللى بيتخلصوا من كتبهم بعد الامتحنات بالتقطيع أو غيرها من الاستخدامات التى لاتليق بقيمة الكتاب فى حياتنا .... لان الكتب هى كنوز الانسان والذى لايعرف قيمة الكنز الذى بين يديه فافضل ان يعطيه لغيره بدل من ان يبدده. اتضايقت اوى لما شفت فى اللوحه كتاب بيقطع منه لعمل طائرات ورقيه اعتقد لو كانت الطائرات الورقيه مش مقطوعه من الكتاب كانت اللوحه حتكون اجمل وعلى فكره هذا هو تحفظى الوحيد على اللوحه
تحياتى لك

ذو النون المصري said...

نبضات
سعيد ايضا بانك من اوائل المعلقين و جايز تكوني المعلق الوحيد لان الفنون محبيها للاسف قليلين جدا
سعدت بوجودك
و تابعي لان اللوحات القادمه ان شاء الله تكون افضل
تحياتي

Anonymous said...

~.....................................................