Thursday, December 13, 2007

باب الحرم

لوحة باب الحرم هي واحده من لوحات الفنان السعودي ابراهيم الزيكان و التي لا اعرف علي وجه التحديد ماذا اسماها هو لكني علي اي حال اسميها باب الحرم، هذه اللوحه نري فيها الوان قد نراها متناقضه و متضاده لكنها متمازجه في عمل فني واحد برع الفنان في مزجها حتي كان تناقضها و تعارضها هو في ذاته ميزه من مميزات هذه اللوحه ،فنري ان البنيات مع مجموعة الازرق ببعض درجاتها رغم التنافر الا انها تزاوجت و اشتركت في انتاج هذه اللوحه فاتت كاتم ما تكون روعة و بهاء و جمال
درجات البني المختلفه و التي تهيمن علي الاطار الخارجي لتكوين اللوحه تصور منظر من داخل بيت فتح فيه باب الي مازن الحرم فمنائر المازن و بركاتها و نورها تطل مباشرة علي باب البيت و يراها بوضوح من في داخل البيت و تبدو اضاءة المنائر ساطعه حتي انها تكاد تضيء المنزل من الداخل او هي بالفعل مصدر الضوء الوحيد لداخل المنزل و في هذه اللفته معني باطني واضح حيث يعد نور المناره هو نور السماء و هو ايضا نور القلوب اذا مالت الي ندائها البيوت و سارت علي صوتها القلوب
اللون الازرق الداكن في قلب اللوحه و تفاوت درجاته له مشهد مؤثر في النفس حيث يبدو ما حول المازن في كامل الظلام الا ما تصل اليه انوار المازن فيضيء بفعل النور الظاهر و النور الباطن المنبعث من المنائر باعلي المساجد ،وواضح ايضا ان حالة الاظلام الكامل خارج البيت ساعدت علي ابراز قوة سطوع ضوء المئزنه حتي انه توهج في لون قريب من الابيض و كانه نور مشكاة من السماء لا نور مصباح من الارض
نور المئذنه انار جسم المئذنه نفسه و خفف من شدة الازرق الداكن بها و نري ايضا عدد كبير من النجوم الظاهره في اللوحه و التي لم تكن كفاءة الفنان قليله حتي ياتي بها علي وجه كامل من الدقه و الروعه و نري هذه النجوم تلمع بوضوح في سماء اللوحه
في تكوين اللوحه و خطوطها نري ان الفنان برع فعلا في رسم اشياء بسيطه مثل الباب و الذي فيما يبدو ان الفنان رسمه بعد دراسه خاصه عن الابواب في الفن الشعبي و الاحياء الشعبيه في بلاده حيث يبدو فيه الالتزام بالدقه في رسم التفاصيل مهما كانت دقيقه و قد يراها فنانين اخرين انها تفاصيل غير مهمه و نري ان الفنان رسم حتي خطوط الواح خشب الباب و مواضع مسامير الباب مما كان له اثر واضح في ابراز جمال اللوحه بصوره اكبر
في اللوحه معني باطني قد نشعر به اذا تخيلنا انفسنا نحاول الخروج من الباب الي خارج البيت !!فاننا سنتجه الي سماء اللوحه و انوار مازنها الظاهره التي تقودنا في هذا الظلام الدامس الي الاحساس باثار هذا النور في النفس ما ينعكس بالضروره علي وجدان متزوق اللوحه و الذي سيشعر بانه متجه الي الله و كان في اللوحه تحقيق لمعني قوله تعالي "ففروا الي الله"
رايت في هذه اللوحه مناسبتها للعرض في هذه المناسبه الاسلاميه التي تمر علينا هذه الايام و حالة الفرار الي الله التي تغمر الكثيرين منا بشرق لا نهائي لملاقاة الله في ثوب طاهر نظيف و نفس خاليه من الشر و النكران للخالق
...................................
شرحها
ذو النون المصري
..................................

4 comments:

dr.Roufy said...

لوحة رائعة وشرح مميز كالعادة
كل سنة وانت طيب
:)

ذو النون المصري said...

د روفي
اشكرك جدا علي المرور و التعليق
كل عام و انتي بخير
تحياتي

Anonymous said...

~.....................................................

ذو النون المصري said...

كفاية تعليقات فاضيه يا صينيه