Sunday, May 15, 2011

فرح فلسطيني

لوحة فرح فلسطيني للفنان اسماعيل شموط تعتبر واحدة من اهم ابداعاته _و كل ابداعاته مهمة_ ففيها حاول الفنان _كما حاول في كل اعماله_ان يجسد تفاصيل الحياة الفلسطينية خوفا من ضياع هذه التفاصيل في ظلمة ايام الاحتلال.فالفنان شموط شغله الهم الفلسطيني حتي استولي موضوعه علي كل لوحاته و كانه يعبر عن احتياج مستقبلي للشعب بان تحفظ تفاصيل تراثه البصري في لوحات تشبه تماما تلك الرسائل التي ترسلها وكالات الفضاء لتعريف من يظنون بانهم احياء كواكب اخري بوجود حضارة بشريه هنا علي الارض.كذلك جاءت لوحات او رسائل اسماعيل شموط.فالرجل كانما احس بان ارضه ستنهب اكثر و ثقافته ستطمس اكثر فكانت لوحاته هي الرسائل التي يرسلها الي جيل اخر ياتي قد يحتاجها في اعادة ترميم ما تحطم و ما بلي من هذه الثقافة ...هذا الجيل سياتي حتما بعد زوال الاحتلال و حتما سيحتاج هذه اللوحات كي يعيد بناء ثقافة الوطن.
فرح فلسطيني لوحة تعبر عن حالة الشعب في يوم من ايامه التي يغير فيها الحياة من حوله رغم بشاعة اصل هذه الحياة.و ان دل ذلك علي شيء فانما يدل علي رغبة الشعب في الباقاء علي هذه الارض و انبات الحياة فيها تحت اي ظروف.
في اللوحة تجمع من الناس مختلفي الاعمار و الاشكال يزيد عددهم عن الثلاثين فرد من ذكور و اناث ..اطفال و شيوج و عجائز ..يجمعهم شعور واحد هو الشعور بالفرح لاجل بناء بيت فلسطيني جديد سيسهم افراده في تنمية الحياة علي هذه الارض التي
يحاول فيها العدو قتل الحياة بكل صور الاعتداء و التدمير.
نجد في اللوحة ان الفنان قد وضع في مركزها رجل يحمل العود و قد التف حوله عدد كبير من مختلفي الاعمار يصفقون و يغنون و بينهم طفل يحمل طبلة يساعده في اشاعة جو البهجة و المرح في المكان الذي ازدحم بهذا العدد و كان التفافهم بهذه القوة يدل علي حالهم من فقدان الامن و شدة الترابط للحفاظ علي كيان الجماعة بينما يقف العجوز معهم ممسكا بفاسه التي يعمل بها في حقول الزيتون.و كانها دلالة علي ان الفرح و اللهو لا تنسي الجيل القديم قيمه التي تركز علي البناء و الحفاظ علي الثروة الوطنية فاراد الشيخ ان يعلمها للجيل الجديد في هذا الموقف الذي ينسي فيه الفاس و الراس احيانا.
التكوين الفني للوحة يعبر عن مضمون الموضوع و هي قدرة فنيه لدي شموط امتاز بها في كل لوحاته فالتكوين و اللون و توزيع العناصر التشكيلية و اللونيه هي في الواقع جزء من مضمون اللوحة و جزء من عنصر التعبير الفكري فيها.
ان الفنان التشكيلي يعبر كما يعبر كاتب المقال تماما لكن كلاهما له ادواته و فنه الذي يعبر به ،و كلاهما يستطيع تحميل ادواته بالافكار التي يمكن نقلها الي القاريء الجيد،و ان كانت المقالات لا تحتاج سوي تعلم القراءة و الكتابة فكذلك الفن التشكيلي يحتاج لي قاريء متعلم كي يفهم ما يقوله الفنان و يفهم رسالته.و دائما ما يؤكد الفنان اسماعيل شموط علي شيء هام في لوحاته..ان الشعب الفلسطيني سيبقي في ارضه و سيحتفظ بخصوصياته الثقافية امام محاولات الطمس الثقافي التي يبذلها الاحتلال و ربما جاء يوم يكون سر بقاء الشعب هو بقاء ثقافته لا بقاء مواطنيه.