Thursday, November 1, 2012

في وطني...انا و امي


امي...انا هنا ...لا تتركيني
في ارضِ..
سرقها الاعداء
و اغتالها الاخوان
و فارقها الاصدقاء
الاشداء
......
لا تخشي شيئا يا ولدي
فالرب يحمي المظلوم
مهما ساد الظلم
و مهما كثرت في السماء غيوم
.............
ماذا يمكن ان يقول هذا الطفل لامه غير هذا الكلام ؟و ماذا يمكن ان تقول له امه غير ما تقوله ام تعيش في وطن مظلوم؟
هنا لوحة للرائع شموط رسمها تعبيرا عن ازمة ام و طفلها في وطنهما المسروق.هل تسرق الاوطان!!؟
في ارض يغلب علي لونها الاخضر بدرجات متعددة ،و في ظلال الشجرة الاشهر بهذه البلاد_شجرة الزيتون_و امام بيت عتيق تراثي من تلك البيوت التي صمدت امام وجه الشمس ؛وقفت المراة و طفلها بثبات يفوق ثبات الاشجار ذات الجذور الممتدة في اعماق الارض!!فهل للانسان مع ارضه جذور ؟؟؟؟
 من عيون الام و من عيون الطفل نستطيع ان نقرا رسائل نفوس صامدة مصرة علي البقاء باي ثمن.باي ثمن...فالام تحتوي طفلها في حضنها بين يديها  لتشعره بالامان في مواجهة خطر يعجز سنه الصغير عن ادراكه  كما تحتوي الارض شعبها باكمله و تحتضنه لتؤمنه من مخاطر الغيوم و هواجس الغد. و الطفل ياوي اليها مريحا راسه علي صدرها كما يريح الفلاح راسه علي تراب الارض في الظل بعد يوم عمل طويل تحت حر الشمس ،فيجد عندها ما يطلبه من الراحة .
في عيون المراة و طفلها ومكان وقوفهما و هيئتهما في ثباتهما  ما يوحي بانهما في حالة مواجهة مع عدو الوطن الغاشم و انهما في عزلتهما يجسدان حقيقة شعب باكمله في مواجهة لصوص الاوطان.
استطاعالفنان بسهولة ان يوزع عناصرالعمل الفني حتي يصل الي افضل الاوضاع التعبيرية في اللوحة من ناحية التشكيل و كذلكمن ناحية التلوين...فمن ناحية التشكيل جعل العناصر قليلة متنوعة و قد جعل التركيز كله علي الام و ابنها فجعلهما في  في مقدمة اللوحة يستحوزان بحضورهما علي محورها الاوسط بطول اللوحة كلها مما جعل باقي العنماصر ثانوية معهما مساندة لهما في التعبير. كما عمد الفنان الي رسم شجرة استحوزت علي الجزء العلوي من اللوحة  فحفظ بذلك اولوية التركيز و غالبيته للمراة و طفلها لكنه حفظ بها ايضا للوحة جمالها.
رسم شموط بعض العناصر و رغم صغرها الا ان وظيفتها التعبيرية ليست غائبة عن زهنه ،ففي البيت الصغير خلف الشجرة العتيقة معني الاستقرار و السلام  الذي تعيشه المرة المسنة الجالسة امامه ،و في الكرسي الصغير خلف الولد معني الاستجمام و المرح الذي يجده الصغير و الكبير في هذا المكان قبل ان ياتي اليه لصوص الاوطان.
استطاع الفنان اختيار الوان مميزة لعناصر اللوحة  حقق بهاا لكثير من الاغراض الفنية ،فالتناسق اللوني كهدف تحقق باختيار الوان ليس بينها اي تنافر ،كما ان التوازن اللوني تحقق بتوزيع اللون الاخضر الفاتح علي يمين و يسار اللوحة بنفس المقدار تقريبا ،كما وضع لون مائل للاخضرار في بنطلون الطفل كي يوازن به لون الشجرة باعلي اللوحة كذلك ابيض البيت مع ابيض ملابس المرة عن يمين و يسار جزع الشجرة  و احمر شباكه يتوازن مع احمر ملابسها و كان هناك حالة حوار بين الوان اللوحة في مناطق متفرقة منها.حقق الفنان ايضا غرض الحفاظ علي التراث الفلسطيني في ملابس المراة و بيتها  و اهم الاعمال التي يقومون بها  و هذا بغرض توثيق حياة شعب يقاوم الفناء وحيدا.
عمل رائع جديد يضاف لاعمال الفنان شموط،فتحية مخلصة له و لفنه.

2 comments:

Unknown said...

ممتاز تسلم يداك على التدوينة الرائعه :
تقبل مروري ...
http://nadimlove.blogspot.com/

ذو النون المصري said...

اشكرك اخ نديم و اعتذر عن التاخير في الرد