قال الاستاذ الامام محمد عبده
اذا كنت تدري السبب في حفظ سلفك للشعر و ضبطه في دواوينه ،و المبالغة في تحريره ، خصوصا شعر الجاهلية ،و ما عني الاوائل رحمهم الله بجمعه و ترتيبه ،امكنك ان تعرف السبب في محافظة القوم علي هذه المصنوعات من الرسوم و التماثيل ،فان الرسم ضرب من الشعر الذي يري و لا يسمع ،و الشعر ضرب من الرسم الذي يسمع و لا يري..ان هذه الرسوم و التماثيل قد حفظت من احوال الاشخاص في الشئون المختلفه ،و من احوال الجماعات في المواقع المتنوعه ،ما تستحق به ان تسمي ديوان الهيئات و الاحوال البشريه ،يصورون الانسان او الحيوان ،في حال الفرح و الرضي و الطمانينه و التسليم ،و هذه المعاني المدرجه في هذه الافاظ متقاربه لا يسهل عليك تمييز بعضها من بعض ،و لكنك تنظر في رسوم مختلفه ،فتجد الفرق ظاهرا باهرا ،يصورونه مثلا في حالة الجزع و الفزع ،و الخوف و الخشية .و الجزع و الفزع مختلفان في المعني و لم اجمعهما هنا طمعا في جمع عينين في سطر واحد ،بل لانهما مختلفان حقيقة .و لكنك ربما تعتصر ذهنك لتحديد الفرق بينهما و بين الخوف و الخشية ،و لا يسهل عليك ان تعرف متي يكون الفزع و متي يكون الجزع ،و ما الهيئة التي يكون عليها الشخص في هذها لحال او تلك .و اما اذا نظرت الي الرسم و هو ذلك الشعر الساكن فانك تجد الحقيقة بارزة لك تتمتع بها نفسك كما يتلذذ بالنظر فيها حسك ،اذا دعتك نفسك الي تحقيق الاسستعارة المصرحه في قولك :رايت اسدا - تريد رجلا شجاعا فانظر الي صورة ابي الهول بجانب الهرم الكبير تجد الاسد رجلا او الرجل اسدا .فحفظ هذه الاثار حفظ للعلم في الحقيقة و شكر لصاحب الصنعة علي الابداع فيها..
...........................................
اذا كنت تدري السبب في حفظ سلفك للشعر و ضبطه في دواوينه ،و المبالغة في تحريره ، خصوصا شعر الجاهلية ،و ما عني الاوائل رحمهم الله بجمعه و ترتيبه ،امكنك ان تعرف السبب في محافظة القوم علي هذه المصنوعات من الرسوم و التماثيل ،فان الرسم ضرب من الشعر الذي يري و لا يسمع ،و الشعر ضرب من الرسم الذي يسمع و لا يري..ان هذه الرسوم و التماثيل قد حفظت من احوال الاشخاص في الشئون المختلفه ،و من احوال الجماعات في المواقع المتنوعه ،ما تستحق به ان تسمي ديوان الهيئات و الاحوال البشريه ،يصورون الانسان او الحيوان ،في حال الفرح و الرضي و الطمانينه و التسليم ،و هذه المعاني المدرجه في هذه الافاظ متقاربه لا يسهل عليك تمييز بعضها من بعض ،و لكنك تنظر في رسوم مختلفه ،فتجد الفرق ظاهرا باهرا ،يصورونه مثلا في حالة الجزع و الفزع ،و الخوف و الخشية .و الجزع و الفزع مختلفان في المعني و لم اجمعهما هنا طمعا في جمع عينين في سطر واحد ،بل لانهما مختلفان حقيقة .و لكنك ربما تعتصر ذهنك لتحديد الفرق بينهما و بين الخوف و الخشية ،و لا يسهل عليك ان تعرف متي يكون الفزع و متي يكون الجزع ،و ما الهيئة التي يكون عليها الشخص في هذها لحال او تلك .و اما اذا نظرت الي الرسم و هو ذلك الشعر الساكن فانك تجد الحقيقة بارزة لك تتمتع بها نفسك كما يتلذذ بالنظر فيها حسك ،اذا دعتك نفسك الي تحقيق الاسستعارة المصرحه في قولك :رايت اسدا - تريد رجلا شجاعا فانظر الي صورة ابي الهول بجانب الهرم الكبير تجد الاسد رجلا او الرجل اسدا .فحفظ هذه الاثار حفظ للعلم في الحقيقة و شكر لصاحب الصنعة علي الابداع فيها..
...........................................
عن كتاب عبقري الاصلاح و التعليم محمد عبده
تاليف عباس محمود العقاد
ص183و184
.........................
No comments:
Post a Comment