Friday, July 10, 2009

ام و طفلتها


ام و طفلتها
لوحه للفنان الفرنسي ايميل مونيير
زيت علي كانافاه
138.7*95.6 سم
وقعها عام 1892
........................
رزقت امس الخميس 9 يوليو بمولود لهذه المناسبه ساشرح هذه اللوحه لتي ابدعهاايميل مونيير عام 189 تحت عنوان "ام و طفل ".و كما تحدثنا سابقا عند عرضنا لاعمال مونيير قلنا ان هذا الفنان يتميز بقدرته علي النفاذ الي مفاصل الزمن و التقاط ما تعجز الكاميرا الفوتوغرافيه عن التقاطه .فكل لوحة من لوحاته تعتبر دليلا علي تفوقه في التقاط اللحظات التي ينساها الزمن و ينساها التاريخ ،لحظات تنكسر فيها الحكايات و ينكسر فيها الزمن محدثا شرخا في وجود الانسان العادي الذي اهتم به مونيير ،و من خلال هذه الشروخ الزمنيه نري مونيير و قد برز بفنه الرائع كي يجمد هذه اللحظات للابد.
في هذه اللوحه نري الام و قد حملت طفلتها الي قناه مائيه او ترعه ضحله كي تغسل طفلتها في مائها و قد جردتها من اغلب ملابسها تمهيدا لفعل ذلك.يمكن من خلال هذا المشهد ان نستشف قصه كامله عن هذه الام و طفلتها و يمكن ان نكتب هذه القصه من لحظة تفكير الام في الخروج و كلامها مع الاب عن نيتها ثم قطعها لطريق طويل او قصير الي الترعه ثم تخطيطها لغسل طفلتها في الماء.كل هذه احداث نراها في لوحه جامده مع التامل و التفكير.
كعادة مونيير نراه يهتم بالرصد الفوتوغرافي لشخصياته دون ان يفلت منه هذا الاهتمام بالاجواء الانسانيه و النفسيه لهذه الشخصيات و دون ان يفلت منه ابرز جوانب نبوغه و هو الاهتمام بالزمن البيني او المفاصل الزمنيه و ما فيها من احداث تفصلل بين مسارين حياتيين.
خلفية اللوحه كاغلب لوحاته تمت في الغابه او البيئة الريفيه شجار و الارض الطينيه و الترع و المياه الضحله.
التكوين متكامل و متناسق فالشكل و الارضيه يكمل كل منهما عمل الاخر و لا يتنافر كلاهما مع الاخر لا من حيث التكوين و لا من حيث التلوين ؛فالتدرج في تكوين الارض حتي لكانها تشبه درج السلم ثم جعل الشجرة باعلي و في
الاسفل الام وطفلتها ،هذه التركيبه جعلت تكوين اللوحه يترابط مع بعضه و قد ازداد هذا الارتباط مع الالوان المتناسقه و التي اختارها الفنان من عائله واحده فالرمادي و البني و الابيض اساس الارضيه جعلهما الفنان ايضا اساس الشكل و برز لون بشرة الام و طفلتها و كذلك جيبونة الام لاختلاف الدرجه اللونيه و كان هذاالبروز في صالح القيمة الجماليه للعمل الفني ،حيث اسهم في تجسيم الشكل فوق الارضيه.
بالطبع لا نحتاج الي تكرار المديح في دقة تنفيذ مونيير لاعماله فقد تحدثنا في ذلك عند شرحنا لاعماله السابقه ،الا ان ملامح الام و طفلتها لا تتركنا نمر عليها دون ان نتاملها ،فللام نظرة حانية نحو طفلتها و كذلك للطفلة نظرة شقيه توحي بنية التمرد علي نية الام غسلها بالماء و يبدو ان ذلك قد تكرر كثيرا بينهما حتي اعتادتا عليه..الام تحنو و تتمهل و الطفلة تتشاقي و تتمرد لكن في النهاية تتم القصه ككل مره بان تفعل الام ما تريد و ربما كان ما تريده الطفله ايضا ان تمارس الشقاوه و التمرد كنوع من لعب الاطفال
لوحه جميه لمونيير تضاف الي باقي اعماله الرائعه

ا

2 comments:

احمد أبو العلا said...

الف مبروك وحمد لله على سلامة المولود ودعواتى له دائما بالتوفيق والسعادة

ذو النون المصري said...

ا/احمد ابو العلا
شكرا يا فندم علي التهنئه و التعليق
تحياتي