Wednesday, July 29, 2009

الربيع


لوحة الربيع
من اعمال الفنان ابراهيم الزيكان
نفذها عام 1996
......................................

الفنان السعودي ابراهيم الزيكان من الفنانين الذين اهتموا في اعمالهم بالتعبير عن البيئة الصحراوية الا ان تعبيره عنها ياتي مختلفا من حيث كونه يتميز بقدرته الفائقه علي انتاج اعمال فنية تعبر عن بيئة الصحراء لا في صورتها المادية بل يستطيع باقتدار التعبير عنها و يمس بانامله و ريشته بعض ملامح الصحراء الروحية ،كما يستطيع نقل المتامل للوحاته الي اجواء نفسيه بعيده تماما عن واقعه المحيط الي واقع اخر يحيط بهم في عمله الفني .
من خلال لوحته الربيع.. و هي عن ربيع الصحراء بالطبع_ نراه و قد رسم الرمال الصفراء و تكسوها طبقة من النجيل الاخضرحولت الصحراء الي روضة لا يمكن ابدا ان نتخيل ان الصحراء التي درجنا علي معرفتها منذ صغرنا يمكن ان تحوي مثل هذه المشاهد الخضراء الخلابه .
اكثر الفنان من استخدام اللون الاخضر بدرجات متفاوتة بدات بالاصفر نفسه كاحد مكونات الاخضر ،ثد تحركت منالاصفر الصريح الي الاخضر الفسفوري الي الاخضر الاكثر دكانة منه و هكذا من درجة الي اخري حتي استعمل الكثير جدا من درجات هذا اللون ،فسيطر به علي اسفل اللوحة كله و هو ما يعادل ثلثي مساحتها تقريبا .كما انه نقله منعكسا الي السماء في الافق فلون بعضها بالاصفر الممزوج بالاخضر المصفر مع اضاءة شعاع شمس من خلف السحب فزاد المشهد جمالا.
تدرج اللون الاخضر بهذه الصورة حول اللوحه الي كتلة من الجمال الربيعي النادر نو ندرته تاتي من كونه يحدث في صحراء لا نكاد نطلع علي اسرارها و بالتالي لا نعرف عن اسرارها الجمالية شيء .و قد ساعد الفنان علي استخدام كل هذه التنويعات من اللون الاخضر وجود الكثير من المرتفعات و المنخفضات في اللوحه مما مكنه من استخدام الضوء و الظل في عدد كبير من المواضع في ارضية اللوحة و هذه براعة تحسب له .
ايضا نري في اللوحة الكثير من الشجيرات الصحراوية يكسو ما بينها نجيل صحراوي يغزر وجوده في اماكن و يقل في اخري حسب الزائقة الفنيه لمبدع اللوحه و اعتقد ان أي تغيير في توزيع هذه الشجيرات و مسطحات النجيل الالخضر سوف يخفض من قيمة اللوحه فنيا و جماليا و اعتقد ان اللوحه في وضعها هذا تعتبر لوحة كاملة خاصة اذا ادمجنا السماء التي تسير الوانها و تشكيلات سحبها في نفس ركاب الوان و تشكيلات الارض فاتت متكامله مع الارض كعنصر هام في اللوحه يشهد كذلك للفنان ببراعته الابداعية..
وزع الفنان مرتفعاته بصورة منظمة ،حيث استخدم خطوطا عرضية متقاطعة مع بعضها حولها الي مرتفعات كساها بالشجيرات و النجيل الاخضر ووازن بين ارتفاع كل كتلة علي حده حتي جعل اللوحة و كانها تمت بميزان فني حساس . حتي لو تخيل المتامل نفسه داخل هذه اللوحة لوجد نفسه يتحرك بنعومه يرتفع و ينخفض مع تضاريسها بينما تضرب وجهه تيارات النسيم و تغزو انفه روائح الخضرة في كل مكان يتحرك فيه. هذا التخيل بالانتقال الي داخل اللوحة يتدعم اذا تاملنا في النهاية تلك السيارة التي تتحرك(اقول تتحرك لانها بالتامل ليست ساكنة كما نري بل تتحرك و ربما نتامل اكثر فنحكي قصتها و اصحابها في هذا المكان) علي طريق طبيعي ربما صنعته كثرة السيارات التي تطرق نفس المكان نان من يتامل اللوحة يشعر و كانه قد ركب بالفعل هذه السيارة و بدا يتحرك في اماكن يتمني ان يراها .و قد بدات هذه التمنيات مع تامل هذه اللوحة التي نقلتنا الي داخلها بارواحنا ،و هذا ان حدث مع لوحة فمعناه ان الرسالة قد وصلت و بوضوح شديد و الفنان الذي يستطيع ذلك ؛لا يكون الا الفنان المتمكن من ادوات فنه عارفا باغراض الفن النفسية و الروحية مثل الفنان ابراهيم الزيكان
.

No comments: