جان ليون جيروم
وقع هذه اللوحة عام 1865
.............................
.............................
لوحة الصلاة في القاهره من روائع اعمال الفنان جيروم و التي اهتم فيها كمستشرق باهم مظهر يلفت نظر زائر القاهره .و قد كانت اعمال جيروم اشبه بعملية توثيق للحياة المصريه في هذا العصر حيث تعتبر لوحاته مرجع يشرح طبيعة الحياة القاهريه بكل تفاصيالها التي لا يمكن ان نراها الا من خلال وثائق بصريه.
في هذه اللوحه نري ان الناس في هذا العصر كانوا يصلون جماعات فوق المنازل و كانت عادة مالوفة و كذلك نري ملابسهم و شكلها و تفاصيلها الدقيقه بصورة ما كنا لنراها الا في لوحات لفنان قدير مثل جيروم. و كذلك سجادات الصلاة و مستوي الابداع في تصنيعها نراه في لوحة الفنان جيروم .
في هذه اللوحة نري حوالي عشرين شخصا يؤدون الصلاة علي اكثر من سطح منزل او مسجد ،و نراهم في جماعات او افراد في اوضاع الصلاة المختلفه و التي يبدو انها صلاة مغرب من خلال لون السماء المائل للغروب و كذلك يبدو انه اول شهر هجري حيث يبدو هلال الشهر دقيقا نحيلا في السماء و اغلب الظن انه رمضان حيث يسود الزحام في المساجد مما يضطر الناس الي الصلاة علي الاسطح .و كذلك نري بعض المؤذنين فوق الماذن للاعلان عن الصلاة كل هذا يوحي بروح شهر رمضان في هذا العصر و الذي لا يختلف كثيرا عن عصرنا الحديث.
يرتفع في سماء هذه اللوحه عدد من الماذن حوالي ثلاثة عشر مئذنة و عدد من القباب حوالي اربعه او خمسه استخدم الفنان معها الوان باهته جدا لجعلها غير واضحه في اجواء ما قبل زوال ضوء الشمس .و كذلك استخدم الفنان الوان و تفاصيل دقيقه عند تلوين المصلين حيث عبر الفنان عن حالة الخشوع بدقة من خلال التدقيق في التعبير عن ملامح الوجوه و طريقة اداء حركات الصلاة بنعومة .و ساعد علي خلق حالة لخشوع وجودهم فوق الاسطح و ليس بينهم و بين السماء شيء و بالتدقيق و التامل نري ان الاشخاص فوق الماذن و الذين يبدو وجودهم كعدمه للوهلة الاولي الا اننا بالتامل الدقيق فيهم نري انهم عامل قوي في احداث تاثير نفسي ديني للوحة
ابرع المواطن في هذه اللوحة هي قدرة الفنان علي انتاج القاهرة القديمة من اعلي حيث استطاع رسم تفاصيل ماذنها و مساكنها بلا اي متاعب في المنظور او الالوان و كانها قطعة حقيقية من القاهره جمدها الفنان بزمنها في هذه المساحة الصغيره.
No comments:
Post a Comment