Sunday, December 5, 2010

و انطلقت الطيور نحو الشمس

من روائع الفنان اسماعيل شموط ابدعها كواحدة من اعماله الداعية الي التعريف باهل تلك الارض التي قيل عنها انها بلا شعب.فابي الا ان يعرف العالم هذا الشعب داخل قاعات الفن التشكيلي...موهبه اعطاها الله اياها فعرف كيف يستغلها لمصلحة مجتمعه و قضايا وطنه.نحمد الله انه لم يتعرف علي اصحاب مبدا "الفن للفن" و الا لكان له في ابداعه شان اخر فمن الرائع ان هذا الرجل التزم بمبدا الفن لمصلحة الشعب و المجتمع ،و من الرائع ايضا انه ابدع ابداعا توقف عنده الجميع و شهدوا له فيه بالتفوق .
تتكون هذه اللوحة تشكيليا من امراة خلفها قرص الشمس مباشرة و تحمل المراة في يديها طائران تطلقهما في الفضاء يطيران و يتجهان نحو الشمس خلفها.
لهذا التكوين التشكيلي معني حاول الفنان تكثيفه بشده في لوحاته المختلفة ،فالمراة الفلسطينية رمز المقاومة و الصمود تقف و في يديها امال الشعب في الحرية و الاستقلال ،و الامن و الامان .ليس عجيبا ان يحملها الفنان هذه الطيور..اقصد هذه الامال فهي نصف الشعب والدة النصف الاخر بكل فصائله فمن غيرها يستحق ان يكون رمزا لهذا البلد ؟هي التي انجبت كل المقاومين اي هي التي انجبت المقاومة .هي التي انجبت كل الشهداء .
تاتي المراة في مقدمة اللوحة و تحتل كل واجهتها تقريبا ؛فهي موضوعها الاهم و قد برع الفنان كعادته في اخفاء العلامات و الملامح الذهنية التقليدية عن المراة الفلسطينية التي تربط مقاومتها بصلابتها بخشونة ملامحها ،و قد فعل الفنان ذلك في كل لوحاته التي اعرفها منها ما شرحناه و منها من ينتظر .المهم ان الفنان تمكن و نجح في عرض حقيقة المراة الفلسطينية باعتبارها كاي امراه في العالم جميلة ،انيقة و فيها كل صفات كل امراة.و قد ذكرت سابقا ان هذه النقطة اراها كالهاجس الذي يؤرق اسماعيل شموط حاول اخماد ارقه.
رسم شموط هذه المراة بملامح جميلة ،انيقة في ملابسها التراثية كادت عينها تقطر دمعا و مشاعرها تفيض حبا و حنانا و هي تنظر لطيورها المنطلقة نحو الشمس التي تقع خلفها.
الوان اللوحة جزء متمم لمعناها ، فالمراة تلبس الابيض الذي يحمل معني نقاء السريرة التي حاول الفنان تاكيدها في ملامحها ثم في الوانها و التي شاركت باقي الوان اللوحة في احداث توازن لوني باللوحة ؛فلو رسمنا قطر مستطيل اللوحة من ركنها العلوي الايمن الي ركنها السفلي الايسر لوجدنا ان المراة بلون ملابسها البيضاء تحتله بالكامل بينما يسيطر لون الشمس الاصفر علي غالب باقي اللوحة بينما يقوم اللون الازرق الغامق_لون السماء_بعملية احكام غلق اللوحة من اعلي فتكاملت بذلك عملية اغلاق اللوحة من اعلي بالسماء الغامق لونها و من اسفل بالمراة البيضاء اللون فوصل الفنان بذلك الي قمة نادرا ما يصل اليها فنان في ابداعه.

2 comments:

شمس النهار said...

تعليقك علي اللوحة لطيف

ذو النون المصري said...

شمس
شكرا جزيلا