هي لوحة للفنان الايراني ايمان مالكي سميتها بهذا الاسم لان الفنان عمد فيها الي رسم اشياء لا تخطر ببال رسام صغير او حتي طفل صغير ،مثل المقشه و احذية قديمة خارج المنزل .هذه الاشياء المنسية التي لم تثير اهتمام اي احد حتي اصحابها الا حينما يرغبون في استخدامها ،حينها ،و حينها فقط يبحثون عنها ..اين هي؟ و بعد ان يحصلوا منها علي اغراضهم يقونها مرة ثانية بعيدا عن العيون لئلا تؤذيها بهيئتها الكريهة او الغير محببة الي النفس.
ما اشبه حال هذه الاشياء بفئة كبيرة من البشر ،بل الفئة الاعظم من البشر ...حيث يعيش بيننا الكثير من الناس ،و بالرغم من ذلك فنحن لا نراهم !!و حينما نحتاجهم فقط ،يدخلون مجال رؤيتنا .لاننا احتجناهم لا لانهم يستحقون منا ان ننظر اليهم .هذه الفئة من البشر هم ملح الارض .هم من يعطي للحياة معني ،و يحيل ترابها الي خضرة ،و قفارها الي مدن مزدهرة ،و خرابها الي عمار.
هذه الفئة الكادحة هي التي توفر للاوطان الرزق و الامن؛فمنها كل العمال و المزارعين ،و منها كل الجنود،و بالرغم من ذلك هي الفئة المهمشة في المجتمع.
في هذه اللوحة نري اما باب المنزل ما نراه في مجتمعنا امام دواوين الحكومة ،الفئة الادني خارج الابواب المغلقة رغم انه بدونها ما انشئت الابواب و لا المباني ،فهم للاسف ينشئون و يطردون و يستدعي للدخول غيرهم ممن لم يبنوا و لم يكدحوا.
امام الباب اشياء خدمت كثيرا و لا زالت مستعدة للخدمة و لا تشكو ابدا من الحيف او سوء الاستعمال ،و تؤدي عملها بجسارة ،لكنها بعد ان تعمل تلقي خارجا؛فمن اذن بالداخل؟؟بالداخل فئة من ادوات المنزل تعادل فئة (الهاي لايف ) في مجتمعاتنا .هي فئة تشكو بكثرة و يسعي صاحب البيت بشدة علي راحتها حتي اصبح خادما لها اكثر مما هي خادمة له و يسعي بجد لاصلاحها ان اعطبت.
تكوين اللوحة التشكيلي يعتبر بسيط جدا جدا حتي ان بساطته هذه قد تعتبر عيب في اللوحة ،الا ان فللفنان رؤيته التي سنحاول تفسيرها في هذه البساطة ..ربما اراد الفنانا ان يعبر بها عن حال لا متناهي من الهوان لدي هذه الاشياء و ما ترمز اليه في مجتمعاتنا الحديثة،فلم يحاولان يزيد المشهد تعقيدا.و ربما اراد ايضا ان لا يكون هناك تفسير مزدوج لموضوعه ،اراد ان لا يكون هناك تفسيرين للوحة ،او ان لا يكون هناك تفسير موازي للتفسير فيكون للوحة موضوع واحد متفق عليه ،لذلك جعلها ابسط ما تكون و دلالتها اعمق ما تكون .
الوان اللوحة تتفق مع ما ترمي اليه من رمزية اجتماعية و سياسية ،فافنان اعتمد علي البنيات فقط بدرجاتها مما جعل اللوحة في حالة فقر فني غريب لكن ليس من المفترض ان نعتبر الفقر اللوني عيبا لانه فقر معبر عن حالة الموضوع و رمزيته و قد توازي مع هذا الفقر اللوني ،فقر في التشكيل و التكوين !! فاللوحة فقيرة فقر متعدد الابعاد.. و هنا مكمن عبقرية الفنان .
فقر تكوين و تشكيل ،فقر الوان ،الموضوع فقر ،يرمز اجتماعيا لحالة فقر ،مع دقة في تنفيذ الوان الرخام الحائطي و الارضي ،و كذلك توزيع الظلال..ماذا ينقصها كي تكون لوحة ممتازه؟؟
No comments:
Post a Comment