Sunday, January 16, 2011

براءة


للفنان ايمان مالكي اسلوبه العجيب في الكشف عن الملامح النفسية من خلال التعبير الجسدي لدي شخصياته ،و اكاد احتار معه ،هل هو يكشف عن الملامح التي فيها من البداية خفايا نفسية ثم يرسمها ،ام هو يرسم ما يعجبه و يضيف من براعته ملامح نفسية يمكن للقاريء الفني قراءتها في اعماله الفنية.؟

في هذه اللوحه نراه قد رسم وجه طفل_و الوجوه عموما موضوعه المفضل و هو قليلا ما يعمد الي رسم الاطفال_ يمكن قراة الكثير من خلال نظراته و ملامح وجهه .لمن ينظر الطفل ؟و لمذا هذه النظرة العاتبة ؟ماذا حدث قبل ان يلتقط الفنان بعينيه الراصدتين هذه الحظة الفنية الرائعة ؟هل هو ينظر الي ابوه او امه بعد ان ضربه احدهما ،فهو ينظر تلك النظرة العتبة؟ ام لم يعطيه شيئا تمناه عليه فعمل ما يعمله الاطفال مثله في هذه المواقف؟ام تراه قد ضل طريقه و لم يرجع الي البيت فتاه عن اهله فالتقطه السيارة الي ملجاء للايتام كي يسير به الي طريق المجهول ؟؟ ان النظرات الزائغة في عينيه لتنبيء بامر عظيم قد حدث له ،و اعتقد ان بالفعل قد تاه و انه ينظر الي من يتشاورون في امره ليقرروا مصيره.و لا اعتقد ان قد عاد لاهله بعد ان تاه عنهم و الا لكانت نظرته فيها الكثير من البكاء الممزوج بالفرح و الراحة،لكن هذه النظرات زائغة حائرة توحي بان المشكلة قائمة و المجهول لازال موجودا يمكن قراءة ذلك بسهولة في حاجبيه و طريقة ارتفاعهما لاعلي مع حالة الكبي التي جعلته لا يحرك شفتيه بكلمة.و يبدو انه قد وجد مستقره الجديد بين احضان المجهول ،فغيروا له ملابسه ،و حلقوا له شعره .

الوان اللوحة دائما ما تاتي معبرة عن موضوعها طالما كان الفنان مستوثقا من عدته الفنيه .فهنا نري البياض يستاثر بالغالبيه العظمي من الشكل سواء في وجه الطفل او ملابسه ،كما نري ان الفنان قد احتال لزيادة هذا البياض بحلق شعر الطفل كي يخفف من وجود الاسود لصالح الابيض .و نلاحظ ان بياض العينين كانهما بقعتان لونيتان وضعهما الفنان بغرض كسر ملل لون الوجه بلون الملابس و حتي لا ينفصل التكوين بين اعلي و اسفل اللوحة.كما نراه قد فعل ذلك مع اللون الاسود اذ خفف منه في الشعر و العينين باعلي اللوحه و اكثر منه في خلفيتها بالجزء السفلي يمين اللوحة..

اللوحة نراها في حالة توازن لوني حيث تعمل الالوان كانها كفتي ميزان فالابيض مقابل الاسواد باسفل نو كلاهما كثير و باعلي الاسواد القليل مقابل الابيض القليل ايضا نمع وجود الوان مساعدة في الخلفية تسهم في كسر ملل التكرار اللوني في اللوحه و لترتفع قيمتها الجماليةكما ان الاسواد في الخلفية يمكن ان يعبر عن مصير الطفل في الملجا لكنه ليس كامل السواد فهناك امل في الخروج منه الي لون اقل سوادا لكنه بالنسبة لطفل في الماجل لن يكون اللون الابيض باي حال من الاحوال..

No comments: