Thursday, January 20, 2011

و ماذا بعد؟؟؟

لوحة من اعمال الفنان الايراني ايمان مالكي يتجلي فيها اسلوبه الفني و موضوعاته التي اهتم بها في لوحاته.في اللوحة كما في اغلب لوحاته ،شاب من ابناء الطبقة الكادحة و التي تعاني الامرين في مواجهتها للحياة ،حيث تستكثر عليهم الدنيا بان تريحهم فيها ساعة او بعض ساعة.فلا يمر وقت الا و يفكرون في كيفية الخروج من مشكلة ،و المشكلة تتبعها اخري ،و اخري ،و هكذا بلا نهاية للمشكلات ،و لا امل في الخلاص.

هنا نري احد الشباب و من ملامحه الشخصية و من ملابسه و مستوي ما يبدو من ملامح المكان الذي يجلس فيه،نري انه ممن يعيشون في الدنيا عيشة متواضعة ،و يضيقون بهذا النمط من العيشة و يودون لو تحسن و تتغير الي الاحسن.ربما كانت طموحاتهم موجهة الي مشكلة محدده لان الايام لم تترك لهم مجال للتفكير في مستقبل .

في اللوحة نري الشاب و قد جلس ناظرا بعينيهلاسفل في حالة تفكير عميق، و من خلال نظرته تلك نستطيع ان نستشف مدي ثقل الماضي الذي يحمله الشاب علي ظهره ،و مدي بعد الامستقبل عن ناظريه.فلا هو كان هانئا في ما مضي من ايامه ،و لا هو يري انه سيهدا بالا فيما ياتي من ايام،فالشعور الغالب عليه هنا حزن علي ما مضي ،ربما نراه تواري قليلا اما همه علي مستقبل يرجو ان يكون افضل.

فيم يفكر الشاب ،او الشباب في مثل هذه الظروف عموما ؟ هل ما يهمه هو التعليم ام العمل ، الهجرة ام الزواج، ان يتزوج من يحب ام لا يفكر في الامر برمته ، هل تقدم لها شخص اخر و لا يملك هو ما يتقدم به؟ هل تقدم لاخته من يراه حقيق بها ،و لا يملك هو ما يجهزها به فاحزنه ذلك؟ اعتقد ان كل ذلك قد يكون اسباب مشتركة احزنت الشاب لهذا الحد .اني اري هذا الحال التي هو عليها من الدلالات القوية علي حسن الخلق ،!!فالشاب تعود البر بالام و الاخت و غيرها ممن يعولهم ، و قد نستشف ايضا ان الاب قد ترك مسؤلية العائلة في رقبته اما لمرض اقعده او لموت غيبه .

الوان اللوحة ساعدت في ابراز الطابع الحزين لموضوعها ؛فغلب عليها اللون البني الخالي من مباهج الحياة المختلفة ، و هو اللون الذي يختفي فيه الفقراء لانه يخفي اوساخ ملابسهم و يخفي ما يطرا عليها من بلي ،و كذلك نري اللون البني كوسخ علي الحائط خلفه موضحا مستوي الفقر الذي انحدرت اليه عائلته ،لكن هذا البني نفسه استعمله الفنان كحيلة فنية لتوضيح لون الملابس الفاتح و الا لذهب فاتح الحائط مع فاتح الملابس و تماهي معه ،لكن هنا اظهر الضد ضده ،فالغامق مع الفاتح يظهر كل منهما الاخر .

لو نظرنا لمستوي الدقة في التنفيذ لراينا عجائب البراعة الفنية في كل لوحة لهذا الفنان !!فنحن هنا لا نكاد نري اي تعليق سلبي علي ملامح الوجه مثلا ،فجميع دقائقه منفذة ببراعه هائلة بما فيها الضوء الساقط علي الوجه و ملامح اللحية الشبابية و طيات الملابس الفقيرة و كذلك تشبيك اليدين ،حتي شعر اليدين لم يهمله الفنان بل نفذه كانه اساس اللوحه .نحن هنا امام فنان حقيقي لا فنان زائف ،لم يغادر من تفاصيل العمل هفوة الا اتي فيها بالغاية القصوي في البراعة.

لوحة رائعة لفنان اكثر من رائع

2 comments:

شمس النهار said...

عجبتني جدا تشبيكت الايدين زي الايام المتشابكه بمشاكلها واحزنها

ذو النون المصري said...

شمس
تعبير جميل عن تشابك الايم و الايدي
تحياتي