Friday, July 11, 2008

حقول القمح و اشجار السرو

حقول القمح و اشجار السرو
............................................

يعتبر الفنان فاج جوخ مؤسس المدرسه التاثيريه في الفن ،و تعتمد المدرسه التاثيريه علي استخدام الالوان في حالتها الصريحه دون خلطها علي بالتة الالوان قبل التلوين بل يتم فيها استخدام الون في حالته الاساسيه دون خلط و ينتج اللون بدرجاته المختلفه و الالوان غير الاساسيه المختلفه عن طريق اختلاط نقاط الالوان في عين المشاهد لا في واقع اللوحه المرئي
فاللون البرتقالي مثلا ينتج في عين المشاهد بسب وجود نقط من اللونين الاحمر و الاصفر متجاوره و درجة البرتقالي الغامق يزيد فيها عدد نقط اللون الاحمر و البرتقالي الفاتح يزيد فيه اللون الاصفر عن الاحمر لكن كلا اللونين يظل محتفظا بقوامه و اصله علي اللوحه و العين هي التي تري اختلاطهما مكونين لونا ثالثا
و هناك مذاهب عديده للتلوين في المدرسه التاثيريه و سميت بالتاثيريه لانهم يصنعون تاثير اللون و لا يضعون اللون المطلوب نفسه
لوحة حول القمح من اشهر لوحات فان جوخ و هو المشهور ايضا برسوماته المنقوله عن الطبيعه الحيه و التي يرسمها في مواقيت مختلفه كي يدرس الضوء في ازمنه مختلفه كي يختار افضل مشاهد التصوير
ولوحة حقول القمح تعتبر من لوحات المشاهد الخلوية التي رسمها جوخ دارسا الطبيعه و الضوء و الظل في مواقيت مختلفه و نري في اللوحه مدي اتقانه رسم عيدان القمح الذهبية اللون و اغصان الاشجار و الشجيرات المختلفه التي تحيط بالحقول احاطة فيها من الملامح الجماليه ما نستطيع معه ان نجزم بتدخل فان جوخ في المشهد الحقيقي و بانه لم ينقله حرفيا كما ان السماء المرسومة سحبها بصورة لم يكررها اي فنان اخر لتدل علي الاتقان الفني المدهش لفان جوخ
اللوحه عبارة عن حقول قمح نضجت و جفت و حان حصادها وقد اتقن الفنان رسمها فنري ان العيدان و ظلالها فوق بعضها مرسومة بعناية كما انها لا تستقيم علي وقفة واحده بطول واحد بل رسمها الفنان ذات تموجات مختلفةو اظهر رؤس العيدان المحنيه بسنابلهاالثقيله رغم كثافة عيدان القمح في الحقل
في الركن الاسفل يمين اللوحه رسم الفنان مسحه خضراء صغيره لبعض الاغصان النباتيه مجهولة النوع من حشائش الارض التي تنبت بلا نظام معين فكانت هذه المساحه الضئيله كانها شاطيء البحر او ضفة النهر التي تمنع الماء من التدفق فيغرق الارض !!فكذلك الحال بالنسبة لهذها لمساحة التي حجمت انتشار اللون الاصفر و منعته من اغراق اللوحة كلها مما كان سيؤذي قيمة الوحه الفنيه و كذلك فعل اللون الاخضر في الشريط الذي يقسم اللوحه بنسبة الثلث و الثلثين ..فالسماء لها ثلثي المساحه والارض لها الثلث فقط و هذا الشريط الاخضر رغم كونه فاصلا بين الجزءين الا انه اداة وصل بينهما..فالارض تنتهي باشجار عاليه تخترق السماء و تربط اسفل اللوحة باعلاها و رباط الارض بالسماء رسمه الفنان بعدد من المستويات فهناك المرتفع و الاقل و الاقل ارتفاعا مما يحد من رتابة المشهد و يمنع الملل عن عين المشاهد بل و يجذب العين للمتابعه حتي النهايه،فالعين تحط و تعلو كلما هبطت و علت الاشجار في اللوحه و كان من وظائف الشريط الاخضر ايضا انه كان كالحد الفاصل بين اللونين الاصفر و الازرق و هما لونان بعيدان كل البعد عن الاندماج ببعضهما البعض و لو علي سبيل المجاوره
فبين اللونين ما يشبه الخصومه الفنيه و كان اللون الانسب للمصالحه بينهما هو اللون المكون منهما معا و هو اللون الاخضر و لعقد مصالحه قويه تمنع انفراط اللوحه و جسمها الي اجزاء كان من الضروري ان يستخدم الفنان عدد من درجات اللون الاخضر و عدد من الاشكال المختلفه في تلوينه و عدد من مستويات الارتفاع و الانخفاض لهذا اللون.
في منطقة التلاحم بين الاصفر الاخضر نري ان كليهما يتخلل الاخر من ان لاخر فالاخضر ينزل بشجيره مكورة الشكل الي مساحة الاصفر و الاصفر يعلو بين محيط اخضر في بعض المواضع و هذه اللفته الفنيه مما يحسب للفنان حيث كان اختلاط اللونين في هذه المساحه بهذه الصوره مما يعطي جمالا اضافيا للوحه
اللون الازرق في السماء مع الابيض رسمها لفنان بصوره تعتبر جديده في عالم الفن و هي من ابتكاراته الفنيه ان ترسم السحب بهذا الشكل و الذي اعتقد انه اثر في رسوم كرتون الاطفال فيما بعد و في اجيال من الفنينين العالميين الذين اتوا من بعده فالسحب تبدا بمساحه زرقاء غامقه فوق الاخضر مباشرة ثم مساحة بيضاء تعلوها مساحه تميل اكثر الي الاخضر الفاتح ثم مساحة يختلط فيها الابيض بالازرق حتي تنتهي السماء تماما
المساحة الزرقاء الغامقه تشبه الي حدا بعيد التلال البعيده في الافق و كان من الصعب ان يبدا الفنان السماء بمساحة فاتحه حتي لا تندمج في عين المشاهد مع الفاتح باسفلها و حتي يكون هناك حد فاصل قوي بين السماء و الارض و كان من الحكمه ايضا ان يتبعها بمساحه فاتحه حتي لا يصيب اللوحه بفقر فني ينتج عن استخدام الوان داكنه بكثره في لوحه نهاريه اصلا .و اللفته القويه جدا للفنان هو استخدام درجة من درجات الاخضر في رسم السحب فبالرغم من غرابتها الا انها قد ساهمت بقوه في ربط اسفل الوحة باعلاها و ساهمت في اندماج اجزاء اللوحه و التي بذل الفنان فيها محاولات تشكيليه و لونيه عده
فلون السماء الاخضر حينما يتصل بلون الاشجار الباسقه الاخضر ايضا يساعد العين علي هضم المشهد كله باعتباره لوحه طبيعيه ليس فيها اي نشاز او شذوذ كما ان اعتماد الفنان علي الخطوط المنحنيه و المتموجه ذات الطبيعه اللينه و خلو اللوحه تماما من اي خط مستقيم لهو دليل علي حالة اللا هدوء التي تتميز بها نفسية الفنان و حالة التاجج بالحياة التي تمور في نفسه والتي حاول نقلها الي لوحاته المتميزه و التي تعتبر بحق نادره من نوادر الفن الحديث و استحق علي اساسها ان يوضع اسمه بين كبار فناني العصر الحديث
.........................................
فنون جميله
....................

5 comments:

Anonymous said...

السما فى اللوحه هي العبقريه
عمري كله بحب فى اللوحه دي من غير ما اكون بفهم اللي انت بتشرحه السما , السما جمييله جدا فى لوحته دي
شكرا الطمع بقي لوحه كمان لرامرنت و يبقي عداك العيب
بجد الف شكر اللوحه من اجمل ما يمكن ان يكون
في لوحه تانيه كان فى الحقل علي قش كده و الناس مرتاحه عليه :)) علي اد علامي بقي دي كمان لو تتكلم عنها يبقي شكرا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ربنا يجازيك خير علي علمك ده

ذو النون المصري said...

ايمان
فعلا السماء في هذه اللوحه متفرده تماما و لا تشبهها اي سماء في اي لوحة اخري لاي فنان اخر
و هي من اسباب اعجابي بهذه اللوحه
اشكرك علي المتابعه
تحياتي

مروى said...

فان جوخ من الفنانين المفضلين لدي لانى اعشق المدرسة التأثيرية، كما ذكر احد اساتذتى انى ارسم اقرب الى التأثيرية! شكرا لك بما تمتعنا بهذه اللوحات الرائعة

ذو النون المصري said...

مروي
سعيد جدا بالزياره و التعليق
و سعيد ان اللوحه و شرحي لها اعجبكي
تحياتي

Anonymous said...

~.....................................................