Friday, July 18, 2008

ذات الفستان الاخضر

ذات الفستان الاخضر
.............................
هي واحده من اروع ابداعات الفنانه الفرنسيه لمبيكا و التي يتميز فنها بالانتماء للمدرسه التكعيبيه في الفن ،و قد تحدثنا في شرحنا للوحاتها السابقه عن المدرسه التكعيبيه و ميلها الي تحليل المشهد المرسوم الي وحدات هندسيه تسهم باجتماعها في تكوين اللوحه ككل .و تعطي عملية تحليل الشكل الي وحدات هنسيه اصغر نتائج جماليه بالغة الروعه ،كما انها تحتاج الي ازهان متفتحه بدرجه عاليه و يقظه زهنيه و شفافيه في الرؤيه .
ذات الفستان الاخضر تعتبر رائعه جديده للفنانه لمبيكا
في اللوحه نري فتاه في العشرينيات من العمر و هي السن التي تتاجج فيها كافة العواطف التي ظلت مختباة طوال ما مضي من حياتها .نري في اللوحه فتاة في منتهي جمالها و قد تفجرت ملامح جسدها بجمال لافت للنظر كما تفجرت ينابيع العاطفة الكامنه منذ سنين .فاشتركت العاطفه الملتهبة مع الجسد الناضج في اظهار الفتاة بصورة غير صورتها الحقيقيه بل في صورة زائده عن الصورة الظاهره التي نراها امامنا
ترتدي الفتاة فستانا اخضر و قبعة بيضاء و قفازين بلون القبعه و يكشف الفستان عن زراعيها بلونهما البرونزي المفضل لتلوين اجساد الفتيات لدي لمبيكا ،و هو لون يعتبره بعض خبراء الجمال و الفن لونا مثيرا جنسيا !!كما ان القبعة تكشف هي الاخري عن خصلات من شعرها الذهبي الناعم المتموج في اناقه علي جانبي وجهها المستدير و الذي يحمل نفس ملامح وجه فتاة الشرفه التي شرحناها في مره سابقه
فتاه اشبه ما تكون في ظاهرها و مخبرها بفراشه خرجت للتو من شرنقتها فهي لازالت غضة الاعضاء لينة الملامح قليلة التجربه لكنها قد نضجت نضجا كافيا يؤهلها لخوض غمار الحياة ففيها من العقل الكامل ما يهديها الطريق السوي و لديها من الجمال الوضاح ما يجذب نحوها اقوي الذكور و لعله يكون هو ايضا قد خرج قبلها بفترة من شرنقته و خبر من الحياة الكثير من اسرارها و اهوالها فيحميها مما ينتظرها مما ينتظر مثلها من الفراشات شديدة الجمال شديدة الضعف في نفس الوقت
شرنقه خرجت منها ،ليس هذا التعبير مجازيا صرفا بل هو يعبر عن حقيقه واقعه ،فالفتاة خرجت من مرحلة المراهقه التي تتاجج فيها العواطف بلا حساب الي مرحلة جديده هي مرحلة الشباب التي يبدا فيها العقل المفكر ينظم حياة العقل العاطفي و يحكم مساره بعض الشيء و في خروجها تظهر بثوب اخضر بلون الطبيعة الخضراء فكانها خرجت الي بستان زهور لا الي مدينة خرسانيه ،كانها خرجت من شرنقة المراهقه الي حياة خضراء بريئه براءة الزهور و الخضرة في الحقول ،لا الي حياة الكدح و الكفاح في المدن الصناعيه
للفتاة كفين كانهما جناحي فراشه في رقة حركتهما سواء ما تمسك به القبعه او ما تضعه علي ركبتيها و كذلك القبعه كانها قبعة فراشه لو كانت الفراشات ترتدي قبعات و خصلات شعرها الرقيقه كانها ليست من شعر البشر .و للفتاة جسد دقيق رقيق يكمل مع الملامح التي شرحناها ملامح الفتاه الفراشه التي خرجت للتو من شرنقتها الي بستان الحياة
جسد الفتاه مقسم الي مساحات خضراء كلها بدرجه واحدهيختلف عليها الظل و النور لكن الفنانه برعت في تقسيم الفستان الي مساحات بخطوط عرضيه بلغت بها درجة الجمال ان كانت عاملا اساسيا لفت النظر الي مساحة البطن في جسم الفتاه رغم انها ليست مما يذكر في النواحي الجماليه للبنات الا ان الفنانه ببراعتها جملت هذه المساحه بخطوط ابرزت بها سرة البطن بروزا جميلا كما ابرزت الثديين فرسمتهما كانهما ليسا في جسد فتاه بل جزء من تكوين هندسي فابعدت زهن المشاهد و المتذوق عن الجانب الجنسي في المشهد كما انها دفعت العين المتذوقه الي التامل الجمالي الصرف الغير مرتبط باي اغراض جانبيه و ساعد ايضا علي الالتفات الي الجانب النفسي و الروحاني للفتاه

بملابس الفتاه زوائد عديده مناه ما يرتبط بحمالة ثوبها اليسري يرتفع جزء منه الي اعلي و كان الهواء يطيره و جزء يهبط الي اسفل بنعومه فيلامس زراع الفتاه الانعم منه،كما ان زائده اخري تلتف حول رقبتها و تنزل من فوق الكتف الايمن مشكلة بعض التدريجات اللونيه فوق الثديين مباشرة فغطي المساحة فوق الثديين و منع من بقائها ناعمه خاليه من اي تشكيل فني ولو فكر المتذوق قليلا في هذا الجزء و حذفه من خياله لتاكد له ان اللوحه كانت ستكون اقل جمالا بدونه مما هي عليه الان
تحت اليد في الركن الايمن اسفل اللوحه مجموعة كرانيش كثرت بسببها درجات اللون الاخضر فمنعت الاملال من وجود درجة واحده في هذه المساحه رغم صغرها و من نفس نوعية الكرانيش المموجه هذه نري بعضها علي الفخذ الايمن و لها شكل جميل في هذا المكان
الخلفيه هي من نفس اللون الذي غالبا ما تستعمله لمبيكا في رسم خلفيات لوحاتها فاللون الفضي يكاد يكون لونا موجودا باستمرار في جميع لوحاتها تقريبا و باعتباره لونا حياديا لا تاثير له في باقي المجموعات اللونيه فهو يبرز الشكل الذي يرسم فوقه فنري الفتاه قد برزت كانها من تكوين اخر خارج اللوحه و تم لصقها علي خلفيه فضيه ،كما ان الفنانه لم تنسي ان تشكل هذه الخلفيه مكونه منها تدريجات لونيه عديده عملا بمذهبها التكعيبي في الفن
للفتاه جلسه ناعمه كانها خرجت تطلب حياة جديده سمعت عنها لكنها لم تعرف عنا بالتجربه الا القليل فنراها و قد اخفت عينيها من ضوء ساطع لم تتحمله عينان جديدتان علي الحياة فنظرت ببراءه بعينين برعت الفنانه في رسمهما فكانها تتكلم بعينين في منتهي جمالهما و لو واتتنا الفرصه و سمعنا هاتين العينين تتكلمان فلا اعتقد انهما ستتحدثان بحديث بعيد عن قصتها التي حكيناها ،فهي في اول مرة تخرج الي الحياة لا تريد ان تلمس احد او يلمسها احد و لا تريد ان تشتبك في علاقات مع احد فهي قد خرجت من شرنقة المراهقه كفراشه الي بستان الحياة لا لتقيم علاقات كما تقيم البنات في المدن بل خرجت لتعيش الحياة ولا اكثر من ذلك
ذات الفستان الاخضر واحده من اروع لوحات الفنانه لمبيكا و تستحق التامل باستمرار
.....................................
مدونة فنون جميله
تابعوا مدونتنا الاخري ذو النون المصري و فلسفة حياة
..................

8 comments:

Unknown said...

ازيك يا ذا النون
يارب تكون كويس
لوحة جميلة بس مش عارفة لية مش حاسة بيها وصفك اشعر انه اكبر من اللوحة
اسفة بس فعلا مش حاسة انها شدتنى كالسابقات
لكن دمت بخير وذو ذوق رائع وجميل

احترامى لك ولفنك

نعكشة said...

ماشاء الله

لأ بجد
فصفصت اللوحة تماماً
و اكتشفت ما وراء الطبيعة
اقصد ما وراء الألوان

بس مفهمتش ازاي عرفت الكلام دة >>>>>في اللوحه نري فتاه في العشرينيات من العمر و هي السن التي تتاجج فيها كافة العواطف التي ظلت مختباة طوال ما مضي من حياتها .نري في اللوحه فتاة في منتهي جمالها و قد تفجرت ملامح جسدها بجمال لافت للنظر كما تفجرت ينابيع العاطفة الكامنه منذ سنين .فاشتركت العاطفه الملتهبة مع الجسد الناضج في اظهار الفتاة بصورة غير صورتها الحقيقيه بل في صورة زائده عن الصورة الظاهره التي نراها امام

ولا دة مجرد أحساس عند حضرتك؟؟؟؟

........

عندي اعتراض
نوع القماش اللي مستخدماه غريب

بمعني قماش يفصل شكل البنت
و في نفس الوقت يكون ملتف بلطريقة دية

انا مبفهمش في القماش
بس القماش اللي طاير مش متلائم مع القماش اللي هيا لابساه

انا بس ببدي رأيي

بس اللوحة ماشاء الله روعة يعني

عامتاً

شرح وافي
و لوحة جميلة

دمت سالم

سلامٌ عليك

منه مرتجى - عازفة الأوتار said...

انا كنت مستنية تحليلك للوحة دى بالذات لما شفتها فى الشريط الجانبى من مدونتك

حسيت ان فيها شىء غريب
و فهمت ده لما حضرتك شرحت الفن التكعيبى خلال تحليلك للوحة

انا حاسة اللوحة عميقة جدا
و فالنانة متكمنة من استخدام ادواتها بشكل ملفت و مبهر
اللوحة بتعرض وجه راقى و ربما ارستقراطى للحياة
و هو اكثر ما شدنى فيها بعد ابداع التكوين

و بضم سوتى لسؤال نعكشة ..
هل وصفك لبعض جوانب اللوحة بيكون من احساسك بيها ؟؟
ولا من شرح سابق للفنانين



تسلم ايدك على اللوحة الجميل

ذو النون المصري said...

نهر الحب
مش شرط تكوني معجبه بكلا للوحات
انا بشوف للفنان يجي عشرين لوحه و باتامل فيها كلها و مبيعجبنيش فيها حاجه و بروح لغيره ايام لحد ما استقر علي لوحه
تحياتي

ذو النون المصري said...

نعكشه
اللوحات دي انا باشرحها من وحي خيالي و لا انقلها من اي مكان
انا درست تربيه فنيه و درست خط عربي ست سنوات
و قرات كتير بصوره تكفيني اني يكون لي افكاري الخاصه باللوحات
تحياتي

ذو النون المصري said...

ورود و اشواك
انا اجبت عن سؤال نعكشه و اللوحات و تذوقها يختلف من شخص لاخر
ياريت تطلعوا علي البوست الجديد علشان تعرفوا مدي اختلاف الاذواق الفنيه و بعض اسبابه
تحياتي

m.sobhy1990@gmail.com said...

بجد شكرا على الشرح الوافى الكافى
:)


ده إنت بتكتب شعر ف اللوحة ياراجل


:)))


قوللى بقى
هى لمبيكا من المفضلين عندك؟؟

ذو النون المصري said...

محمد صبحي
سعيد جدا ان الشرح اعجبك و اتمني دوام التواصل