Wednesday, June 25, 2008

امراه صغيره في الحقل


امراه صغيره في الحقل
...................................

لوحه جديده للفنان جوليس بريتون و هي تعتبر الثالثه التي نقدمها له في هذه المدونه،حيث قدمنا له قبلا لوحتيه الصيف و حاملة االماء
و قد ذكرنا في مجمل شرحنا لهاتين اللوحتين ان الفنان بريتون يتميز بحس فني عالي جدا يمكنه من الغوص في الاعماق النفسيه لشخصيات لوحاته فلا نراه يرسم الوجوه و الشخصيات و الاشكال فقط،بل نراه يرسم لنا التكوين النفسي الداخلي لشخصيات لوحاته الي جوار التكوين التشكيلي فلا ينفصل التكوينان ابدا فتاتي لوحاته و قد شرحت قصة حياة نفسيه للشخصيات التي يرسمها و التي غالبا ما تكون من افراد الشعب العاديين لا افراد الطبقات الارستقراطية فيه.كذلك نراه يهتم برسم شخصياته في اماكنها الطبيعيه حيث يسجل لنا بدقة تفاصيل الحياة اليوميه لهؤلاء البسطاء
في لوحة امراه صغيره نري سيده في نهاية ثلاثينيات العمر ممتلئة الجسم دون افراط في الامتلاء فلا هي سمينه و لا هي نحيفة لكنها اميل للامتلاء.ترتدي ملابس مكونه من اللون الازرق بدرجاته فالبلوزه اغمق من الجونله و خلفها نري السماء بنفس لون ملابسها لكنها علي درجه افتح كثيرا عن لن الجونله .اذا فنحن امام لون تكرر ثلاث مرات بثلاث درجات في المنتصف الدرجه الغامقه و في الاسفل الدرجه الوسطي و في الاعلي الدرجه الافتح ،كما نري ان مساحات الالوان الثلاثه توزعت حسب درجة اللون بالترتيب ،فالاغمق هو الاقل في المساحه و الاوسط هو الاوسط في المساحه و الافتح هو الاوسع انتشارا في اللوحه و الاكثر مساحة فيها ،لكنها علي الترتيب من اعلي الي اسفل نري مساحة واسعه للدرجه الوسطي تليها عقدة من مساحة غامقه صغيره ثم انحلال للعقده في مساحه واسعه من اللون الافتح ،و هو ترتيب مريح للعين و يبدو منطقيا في التعبير الفني ،حيث يبدو الترتيب التصاعدي في المساحات او الدرجات اللونيه مخلا بقيمة العمل الفنيه كما انه يحدث نوعا من النظام و الرتابه في اللوحه تمجها العين و يرفضها الذوق الفني
الفتاه تجلس علي العشب علي ارض صخريه مرتفعه قليلا عن الارض يملاها العشب الا من كتل صغيره من الصخر ارتفعت عن مجمل الارض فلم تنبت فوقها لاعشاب او نبتت و ماتت و زالت باكرا فصارت ارضها بلونها الطبيعي ،و لون الارض كسر من حدة سيطرة الوان العشب علي الارضيه و حقق نفس الهدف بعض الاعشاب التي استطالت حتي اجتازت مساحة ثوب الفتاه مخففة بذلك من غلواء وجود لونه الازرق كما ان ظلال جزع الفتاه علي الجونله له نفس الفاعليه ،و حقق نفس الغرض بصورة اوضح زراعها الممسك بعصا تنبش به في الارضو زراعها الاخر ووجهها و قدميها ،حيث تعتبر مساحات لونيه غريبه عن اللون المسيطر(الازرق)رسمها الفنان بدقة متناهيه اوضحتها الظلال الدقيقه
الوان اللوحه ككل متناسقه جدا فلا نري تنافر بين الشكل و الارضيه لان الفنان قد عمد الي جعل لون ملابس الفتاه من لون السماء رابطا بذلك بين السماء و الارض( اسفل اللوحة و اعلاها) كما اخذ من لون الارض لونا قريبا منه للون جسد الفتاه فربط رباطا ثانيا بين السماء و الارض فهو هنا من الناحيه اللونيه و التشكيليه قد جعلا لفتاة رابطا بين السماء و الارض حيث جزء من جسدها في الارض و اخر في السماء و كذلك الوانها و في هذه اللفتة التشكيليه و اللونيه لفته فلسفيه باطنيه، فالمراه تحمل في بطنها من يربطون السماء بالارض من الانبياء و المفكرين و العلماء كما انها تتولي تربيتهم كما انها بحملها وولادتها تحمل المسؤليه الكبري في تعمير الارض و تحقيق استخلاف الانسان لله علي الارض
الفتاة تجلس في وضع المتفكره ،حيث انشغلت بامر امالت له راسها و بدات تنبش في التراب بعصاها الصغيره باحثة لمشكلها عن حل بينما تبدو تسريحة شعرها الوقورة ملائمه تماما لحالتها المتفكره كما انها تلائم سنها و تبدو ملابسها ايضا بتصميمها البسيط و الوانها الهادئه مناسبه تماما لموضوعها .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فنون جميله
.........................................
.....

Friday, June 20, 2008

في شرفة المنزل


لوحه من اعمال الفنانه الفرنسيه لمبيكا و قد قدمنا اها لوحة من قبل و قلنا ان فنها يتميز بالانتماء لمدرسة الفن التكعيبي و التي يحلل فيهاا لفنان الشكل الموجود امامه الي وحدات هندسيه و يزاوج فيها بين الظل و النور مهتما بالتنسيق المتناهي في الدقه بين هذه المسطحات الهندسيه حتي ينتج في النهايه عملا فنيا متقنا فيه من المميزات الجماليه و التعبيريه الكثير الذي يحقق المتعه الفنيه و الفكريه في ان واحد
في شرفة المنزل نري فتاه شقراء تضع يدها علي خدها في نوبة احلام يقظه معتاده لمن في سنها و نري عينيها و قد ارتفعتا الي اعلي و ثبتتا تماما دلاله علي انها ذهبت بفكرها الي مكان بعيد عن الشرفه و العالم كله
التكوين بسيط جدا من الناحية التشكيليه كاغلب او كل اعمال الفنانه لمبيكا فاللوحه تتكون من فتاه جالسه في الشرفه و فقط اما الالوان فيغلب علي اللوحه اللون الابيض و الاحمر و قليل جدا من الاصفر المضيء في الخلفيه و يتخللها الظل و النور بدرجات متفاوته
الفتاه ترتدي زيا ابيض و قبعه عريضه بيضاء تملاها مساحات مختلفه من الظل و النور فالضوء الساطع الاتي من اسفل الي اعلي في مواجهة الفتاه جعل راسها يسقط ظلا اسود بدرجات متفاوته عليا لقبعه و كذلك جعل ثوبها المليء بالكرانيش يسقط ظلالا سوداء بعضها فوق بعض
شعر الفتاه في اللوحه مصفف بطريقة انيقه حتي لتحسب ان كل خصلة منها صففت بمعزل عن الاخري في اطار تصميم جمالي واحدو كذلك نري وجهها بشكله الهندسي البيضاوي المناسب للمدرسه التكعيبيه يلائم تماما تصفيفة الشعر و يتناسب اللونين معا –لون الوجه و لون الشعر-حيث ينبعان معا من لون واحد هو الاحمرو نري زراعي الفتاة سواء من ناحية التشكيل الدقيق للاصابع المخططه كانها اصبع شيكولاته في لونها و شكلها و من ناحيةالاضاءه كذلك حيث ساعدت الاضاءه علي تجسيد الشكل و منع اي ملامح مسطحه في اللوحه
ملابس الفتاه علي الزراعين و الصدر تملاها الكرانيش الكثيره و التي خططت لهاا لفنانة جيدا لاستخدامها بشكل يدعم الاتجاه الهندسي في التشكيل حيث حولتها الي مجموعة من المثلثات المتراكبه يتدرج بينها الظل و النرو في تشكيل جمالي انيقو لم تنس الفنانه ان تفعل بالمثل مع الخلفيه التي قسمتها بنفس الطريقه كي يتناسب الشكل مع الارضيه من الناحية التشكيليه
الشكل ككل متناسق جدا من ناحية تقسيمه و تلوينه فتقاطعات الوان جسم الفتاه مع الوان ملابسها جعلت كلا اللونين في شكل مثلثي يتقاطع مع المثلث الاخربينما نري فراغ الركنين العلويين يشغلهما اللون الاصفر
ملامح وجه الفتاهمعبر جدا عن حالة نفسيه تعانيها و هي في حالة حلم يقظه موضوعه اكيد هو من النوع الذي يخطر ببال اي فتاة في مثل سنها فاناقتها وملامحها الجميله ،كل ذلك يوحي باتجاه احلامها وموضوع تفكيرها و كذلك نري عينيها بلونيها و اضاءتها الغريبه و اتساعهما الواضح توحيان بعمق تفكيرها و استغراقها فيه

Monday, June 16, 2008

لا تتركوا الحصان وحيدا

.................................
لا تتركوا الحصان وحيدا
.................................
هي لوحه من لوحات الفنانه الفلسطينيه تمام الاكحل و التي عرضنا لها لوحة من قبل.في اللوحه نري حصان ابيض يتوسط تقريبا مركز اللوحه ،تحيط به من كل جانب التلال الصخريه .و تنتظم التلال الصخريه فيا للوحه بطريقة تشي بانها اتحدت مع بعضها لحصار الحصان و منعه من ايجاد طريق للنجاة من حصارها له!!
نظام التلال علي شكل اقواس متقاطعه ،حيث ياتي قوس من اعلي الي اسفل من جهة اليمين ياتي من خلفه و يتقاطع معه قوس اخر من جهة اليسار و هكذا الي نهاية اللوحه في طريق منحني الي اليسار قليلا لكنه مسدود كذلك بالصخور المتامره لحصار الحصان
و لا يجد الحصان امامه منفذا الا الي السماء في اشارة الي ضرورة ان يتوجه الحصان الي الله و لا يركن في طلب المساعده الي اصحابه العرب الذين لا يسمن دعمهم و لا يغني من جوع
للصخور الوان مختلفه متباينه و كذلك لها ملامس و اشكال مختلفه توحي بالتنوع اللا متناهي لاشكالها و كذلك قدرة الفنان علي الابداع و التشكيل المختلف في نفس الموضوع ،فتباين الالوان لم يخل بالتناسق اللوني لمجمل اللوحه ،بل زادها جمالا من الناحية التشكيليه او اللونيه ،حيث تشعرنا موجات الصخرا لمتتابعه بانها موجات بحر لا طبقات صخر
الحصانالابيض في المنتصف نجده شديد البياض ووقفته توحي بحالة الحيرة التي انتابته من مشهد الطريق المتعرج المغلق امامه حتي الافق فوقف لا يبدي حراكا كانه يسال الدعم و المسانده
االوحه فيها معاني باطنه فالوان الصخر و كثرة تشكيلاته و تنويعاته توحي بالاعاقات المتعددة المصادر و المختلفة الاشكال التي تقف اما طموحات الحصان الابيض النقي في ظاهره و باطنه و الذي يرمز في اللوحه للانسان العربي بصفة عامه علي اعتبار ان الحصان كان و لا يزال مع الجمل رمزا للصحراء التي يسكنها العرب و يرمز للفلسطينيين بصفة خاصه علي اعتبار ان الفلسطينينن هم اكثر العرب تعرضا للمتاعب و الحصار في هذه المرحله التاريخيه
اللوحه في مجملها من الناحية الجماليه مميزه بالوانها المتعدده و تنويعاتها التشكيليه الكثيره ،مما يجعلها ثريه تشكيليا و لونيا و كذلك تعتبر معبره من الناحية الرمزيه و هذا يجعلها تضم كافة المميزات التي يمكن من خلالها الحكم علي العمل بانه مميز

Tuesday, June 10, 2008

عمال فلسطين

...........................................
عمال فلسطين
.....................

هي لوحه من لوحات الفنان اسماعيل شموط و التي عبر فيها عن مشاكل الشعب الفلسطيني اليوميه ،حيث اجتزا من الشعب فئة من فئاته كي يعبر من خلال مشكلاتها عن مشكلة الشعب كله.ففي فلسطين يعاني التلاميذ من مشكلات منعهم من اتمام الدراسه و الفلاحين من اقتلاع اشجار زيتونهم ،و العمال من اغلاق المعابر امامهم في الطريق الي اعمالهم.
من خلال سيطرة الجيش الاسرائيلي علي مقدرات الامور في الدوله الفلسطينيه ،فانهم يتحكمون تحكما كاملا في كل شيء حتي البشر ،حتي ولد و مات كثير من الاطفال علي المعابر و منهم من اسمته امه حاجز نسبة لموقع ميلاده .
هنا عمال فلسطينيين يفترشون الارض يملاون ساحة واسعه هي كل فراغ اللوحه ،و في افق اللوحه نري سياراتهم رابضه تملاء فضاء اللوحه تماما و خلفها تقف بيوت العمال متسانده خلف السيارات
يجلس عمال فلسطين في تشكيل ثنائي ،كل عامل في ظهره زميل له يشد من ازره في جلسة مرهقه للظهر لطول مدة الجلوس ،و في هذه الجلسه توضيح لمدي التضامن و التالف بين العمال بعد ان اظلتهم مشكلة واحدة اهمتهم جميعا و اظلمت جو الحياة من حولهم،و اجواء الظلم التي تحيط بهم عبرت عنها ملامحهم و كذلك الوان اللوحه التي يغلب عليها الالوان الغامقه كالبني و الاسود مع بقاء امل ضعيف في بعض الابيض كما في ثياب العامل الذي يجلس في صدر اللوحه و لعله قائدهم في هذا الاعتصام فملامحه تشي بهمه الاكبر و اصراره الاقوي و قلة مبالاته بالاخطار الناجمه عن جلوسه في راس المثلث حيث يتكون الراس من فرد واحد لا فردين و قد اختار هو اخطر مواقع المثلث في مواجهة قوي الاحتلال
في التشكيل الفني للوحه نري ان العمال يجلسون في تشكيل مثلثي راسه في مقدمة اللوحه يكونها عامل يرتدي قميص ابيض و بنطلون اسود و يجلس زميله في ظهره كباقي الجلوس بينما نجد قاعدة المثلث هناك في نهاية اللوحه و للفنان رؤيه بليغه في هذا التعبير ،حيث ياخذ اعيننا لنري المشكله في بعدها الاصغر – في ملامح عامل واحد يملؤه الاصرار – تمهيدا لمشاعرنا كي نراي المشكلة في بعدها الاكبر – في تجمع حاشد من العمال – و نري ملامح التعطيل في كل مناحي اللوحه حتي ان افقها انسد تماما بمظاهر العطله والازمه
ملامح العمال يبدو فيها شيء من صلابة الخطوط المستقيمه التي استخدمها الفنان بكثره حتي في رسم الاجزاء اللينه من الجسد كلاوجه و الزراعين حيث توحي الخطوط المستقيمه بالصلابه و عدم سهولة الموقف و لا نشاة هؤلاء العمال منذ كانوا صغارا و ساعدج علي هذا الايحاء ملامحهم المتجهمه و الوانهم الداكنه و التكوين المثلثي ساعد علي نقل العين تدريجيا خطوة فخطوة الي ادراك حجم المشكلة تدريجيا من التفكير في فرد واحد بكل احداث يومه منذ قيامه من نومه و توديعه لصغاره قبل ذاهبهم الي المدرسة و ذهابه الي العمل الي عطلته و معاناته و معاناتهم جراء الاحتلال ،الي التفكير في عدد اكبر يقفون خلفه ثم تري العين عددا اكبر فاكبر فاكبر الي ان تري الافق مسدود تماما باصحاب المعاناة من العمال و اسرهم

Thursday, June 5, 2008

الي اين؟


الي اين؟
................

الفنان الفلسطيني اسماعيل شموط ه واحد من الفنانين القلائل ا لذين عبروا بصدق عن القضيه الفلسطينيه و شاركته في حمل القضيه من خلال الفن التشكيلي زوجته الفنانه تمام الاكحل و التي قدمنا لها عمل سابق عن ارث الشهيد
يتميز اسماعيل شموط بصدق الاحساس و الواقعيه في التعبير عن ملامح وطن تشرد اهله في بقاع الارض المختلفه و رغم التزامه بالواقعيه في التعبير الا ان التاثير النفسي في اعماله لا يمكن تجاوزه ،فملامح شخصياته تكاد تنطق بالامها و مشكلاتها حتي ان الالام النفسيه يمكن ان نقول انها موجوده مجسده في لوحات اسماعيل شموط
الي اين؟ هي احدي لوحات الفنان اسماعيل شموط و فيها يبدو التساؤل علي اوجه شخصيات اللوحه الاربعه محيرا،اذ تبدو الصحراء باتساعها امامهم حتي الافق و لا شيء معهم يمكن ان يستندوا اليه في رحلتهم الي المجهول بعد التهجير،تهجير الي اين؟هذا هو التساؤل الذي يمكن ان ندركه بسهوله في اوجه الشخصيات الاربعه
هذا التساؤل لطالما سالناه لانفسنا مرارا سواء المصريين او باقي العرب الذين تعرضوا للهجره بسبب التواجد اليهودي في المنطقه العربيه.سالناه لانفسنا ،تهجير الي اين؟فالاب في اللوحه و باقي افراد اسرته تجسيد دائم و باق لمشكله عاشها الاجداد بسبب سرطان الاحتلال و تساؤلهم هو التساؤل المحير و الذي يكاد يقطع قلب اي رب اسره هجره الاحتلال بالقوه حينما يضطره الي ترك بلاده و يساله اولاده :الي اين؟فلا يعرف ماذا يقول ،لانه لا يعرف الي اين؟
في اللوحه اربع شخصيات،اب و ثلاث اطفال يبدو انهم قد فقدوا الام فالاب يحمل طفلا علي كتف واحد كما تفعل الامهات عادة باطفالهن و يمسك الاب بيد ابن ثان و الثالث يمشي حانيا راسه في المؤخره
ملاح الابناء تنطق بالتعب و الفزع و الاستسلام للامر الواقع،فالابن فوق كتف ابيه يحاول النوم بعد ان هده التعب و الحر و كانه في ذات نفسه يقول لابيه في هذا الحر تحملني الي اين؟،و الثاني يمسكه الاب بيده بينما ينظر الي ابيه في صورة من يتساءل بوجهه و كف يده اليمني قائلا :الي اين؟ و الثالث يحاول اللحاق به من خلفه قائلا هو الاخر الي اين؟ و الاب نفسه ملامحه الفزعه من المجهول و المستقبل المظلم و يقول بلسان حال المظلوم ،بعقل الفاهم الواعي:اذهب بهم الي اين؟فاللوحه كلها تنطق بهذا التساؤل الذي اختاره الفنان اسما للوحته :الي اين؟و هو اختيار موفق كل التوفيق
التكوين الجمالي للوحه ساعد علي نقل الحاله النفسيه بدقه الي المشاهد .فالشخصيات تتحرك في مجال صحراوي مفتوح فيه شجيره واحده جرداء و شجيرات صغيره جدا في الافق لا تكاد تبين من شدة بعدها مما يدل علي اتساع الافق و خلوه تمامامن مظاهر الحياة الطبيعيه .
وتبدو علي ملامح الشخصيات و ملابسها مظاهر التعب و الارهاق الشديد و الفاقه و العوز الناتج عن الطرد المفاجيء و الذي لم يترك لهم فرصة للتفكير في اي مكان اخر الا الصحراء او القتل
الوان اللوحه معبره عن موضوعها فالصحراء في الخلفيه و الملابس الزرقاء للفلاح و البيضاء والحمراء و بلا لون للاطفال قد تعكرت الوانها تماما و تمزقت تماما بسبب عدم تغييرها لازمنه طويله هي مسافة التهجير في الصحراء
التهجير تم من مكان لمكان ،هل التهجير يعتبر مسافه انتقلناها ؟ام كرامة فقدناها وحياة بدلناها قهرا بحياة اخري لا نريدها؟
ما اسوا ان يذوق الاب القهر امام اولاده