Wednesday, April 8, 2009

مروحة الطاووس


هذه اللوحه تحمل اسم the peacock fan
رسمهاا لفنان عام 1874
مقاس اللوحة 73.7*61سم
زيت علي كانافاه
..................
و ترجمتها تشير الي ثلاث كلمات توجه العقل الي معني واحد .فالترجمة قد تعني مروحة الطاووس ،و تعني ايضا الشخص مغرور ،و تعني ايضا يتيه بنفسه!!.هذه الكلمات الثلاثه و التي هي ترجمة لاسم اللوحة تشير بالضرورة الي الشخصية التي رسمها ايميل مونيير في اللوحه.ففيها فتاة قد تشير ملامحها الي عمرها حيث تبدو في نهايةالعشرينيات من عمرها و ليست فاتنة كما الفتيات الاخريات في لوحات مونيير كما انها يبدو من ملابسها ان مونيير قد غير وبصورة استثنائية من خططه في رسم لوحاته !!حيث اعتدنا ان نراه يرسم لوحات تشير الي حياة الناس البسطاء العاديين ،لكنه انتقل هذه المرة الي رسم فتاة نشير ملابسها الي انها من طبقة ثريه ،حيث الملابس من الطراز القديم الكثير الزركشات و الالوان و المحلي بالدانتيل و القماش المذهب و الخيوط الذهبية ايضا ،كما انها تمسك مروحة من ريش الطاووس و الذي لا يتوافر الا للاغنياء.
عنوان اللوحة الطاووس قد يشير الي مروحة ريش الطاووس في يد الفتاة الا ان ذلك مستبعد نفلا معني لان يسمي اللوحة كاملة باسم ريشة طاووس ظهرت فيما ظهر في اللوحة .اذن فالطاووس المقصود هنا هو الفتاة نفسها ،خاصة و ان الترجمتان الاخريان لنفس العنوان هما :يتيه بنفسه ،و شخص مغرور.و هما ايضا من صفات الطاووس الدائم التيه بنفسه المغرور بين الطيور .
في اللوحة فتاة جلست بزخارفها الثرية الانيقة حسب المعايير الجمالية لعصرها ،قبل قرنين و اتخذت من ريش الطاووس مروحة للتهوية و الزينة و اتخذت من الكبر والخيلاء جلستها فحاولت ان تتخذ وضعا جانبيا يظهر كل وجهها و هو ما لا يمكن فمال راسها هذا الميل الواضح علي رغبتها المغرورة و بالتاكيد علي غير رغبة مونيير الذي ربما وافق رغبتها هذه لمجرد ان يظهر لحظة زمنية مفصليه تعود ان يظهرها في كل لوحاته .هذه اللحظة التي يظهر فيها الغرور في حركة راس !!كما ان الفتاة حاولت بافتعال ان تجعل يديها تظهران في اللوحه بان رفعتهما بوضوح لاعلي ربما كي تظهر اكمامها ما تحويه من زركشات و بريق في اقمشتها و كذلك كي تظهر بعض جمال يديها بعد ان تاكد لديها ان وجهها و شعرها غير جديرين باي تقدير جمالي .كما منطقة الصدر بقماشها الاحمر المزخرف بخيوط ذهبية و كذلك نظيره فوق الشعر يؤديان دورا مماثلا من ناحية المساعدة في رفع قيمة صاحبة اللوحة من الناحية الجمالية ما امكن ذلك.
لكن ما اراه ان الفتاة قد بالغت في تعديد الوان ثيابها و اكثرت بمبالغة واضحة من الوانها و زركشاتها و زخرفتها ،فكان الاجدر بها ان تلغي الدانتيل الابيض فوق الصدر و لو فعلت لكان اجمل و لو جعلت الاكمام بسيطة من ناحية التكوين و بحثت عن الوان اخري لكان اجمل و كذلك لو اتخذت وضعية جلوس تعدل فيها رقبتها و يديها لكان اجمل .باختصار لو اقرت لنفسها بانها جميلة و تعاملت مع جمالها المتواضع كحقيقة لا يمكن تجاوزها لصار كل شيء بصورة عادية و لبرزت بجمال افضل من هذه الصورة الشائهة.
نحن مع فتاة تعاني من ازمة نفسية بسبب تدني مستواها الجمالي مع ارتفاع مستواها المادي فحاولت ان تجعل المال في خدمة الجمال الا ان المبالغة و الحذلقة لم تكن في صالحها كما لم تكن في صالح اي انسان في يوم من الايام. ما كان اجدرها لو اتخذت من البساطة و التواضع منهجا ،و لو فعلت لبرز من روحها ما يجعل صورتها اجمل من ذلك بكثير .
....................

No comments: