Monday, March 16, 2009

معرض لفنان عراقي


رمز لديمومة الحب والجمال
فاروق حسن يحاول فك مكنونات الأنوثة
فنان تشكيلي عراقي يعترف في لوحاته أن المرأة هي ملهمته الرئيسية ويقدمها بأساليب جديدة على هيئة أشكال هندسية.
ميدل ايست اونلاين بغداد ـ خليل جليل
يواصل الفنان التشكيلي العراقي فاروق حسن رحلته في سبر أغوار المرأة وألغازها محاولاً الكشف عن مكنوناتها عبر اعماله الفنية المعروضة حالياً في إحدى قاعات بغداد.
وتحتضن قاعة "حوار" ثلاثين لوحة هي نصوص يعترف حسن من خلالها بان المرأة هي الملهم الرئيسي لمخيلته ولا يمكن التخلي عنها ساعياً الى تقديمها بأساليب جديدة على هيئة أشكال هندسية.
ويقول الفنان ان "المرأة حاضرة دائما في اعمالي كرمز وليست مظهراً بل جوهر الكينونة الانسانية فهي تجسيد للماضي والحاضر والمستقبل طالما انها رمز لديمومة الحب والجمال".
ويضيف "احاول ان اتخطى حدود الموضوع عبر اللون والتكنيك الجديد فظهرت المرأة في اشكال هندسية قد تقود المشاهد الى رحلة حلم".
وتعكس اعمال حسن الجديدة تفاصيل حياتية واجتماعية وانسانية للمرأة وكانه يقدمها من داخل العائلة العراقية بعيداً عن الاطار الشعبي المعروف والوجوه النسائية المأخوذة من مجمل المشهد العام.
واهتم عدد من الفنانين كثيرا بتقديم وجوه لرجال ونساء وبرعوا في تجسيدها عبر لقطات حياتية من داخل المنزل البغدادي فنرى المرأة المستلقية او الجالسة امام المرآة وغير ذلك من صور للاسرة.
وتظهر نساء حسن في لوحاته التي انجزها العام الماضي حزينات تارة وسعيدات تارة اخرى من خلال وجوه وملامح انثوية شرقية تبدو ساكنة في ذاكرة الفنان، كما توحي بلغة بصرية يريد الفنان تأكيد وجوده في ظلها.
ويقول "لقد تعمدت عدم اطلاق اسماء على لوحاتي فكل واحدة مكملة للاخرى".
ويرى حسن المرأة في لوحاته "جزءاً وامتداداً للاساطير وحكايات الف ليلة وليلة. فقد ظلت هذه الاساطير راسخة في مخيلتي لأن المرأة بحد ذاتها موضوع الجمال والفنان عندما يختار المرأة فانه يحاول اظهار جمالها بشكل فني".
ولد الفنان العام 1939 في البصرة الغافية على اكتاف الخليج وشغف سكانها برحلات البحر وحكايات السندباد التي تركت تأثيرها ليس على الفنانين التشكيليين فقط انما على الكتاب والشعراء ايضاً.
وابدى في بداية مشواره منذ ستينيات القرن الماضي اهتماماً بالاتجاه الواقعي قبل ان يتأثر تماما باسلوب الفنانين الشهيرين الراحل اسماعيل فتاح الترك ومحمد مهر الدين واكمل دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة في روما العام 1980.
وفي اللوحات تنوع فني واضح وثقافة تشكيلية شاملة تستند الى اهتماماته المتعددة في اكثر من مجال سواء على صعيد التصميم او الرسم مستفيداً من قدرته التصميمية للازياء فتمتلئ لوحاته ألواناً وزخارف واشكالاً هندسية وألواناً شفافة.
كما اهتم حسن بتصميم الطوابع فأنجز اكثر من سبعين تصميماً لطوابع عراقية كما عمل في مجال الديكور المسرحي.
ونال جوائز عن أعماله لمسرحيات قدمها عمالقة الفن المسرحي العراقي مثل سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ومحسن العزاوي والراحل ابراهيم جلال وفتحي زين العابدين وغيرهم
.
واقام الفنان العديد من المعارض الشخصية في عمَّان ولندن ويستعد لاقامة معرض اخر في العاصمة الاردنية العام الحالي.
وحظي معرضه باهتمام استثنائي من قبل النقاد والفنانين الذين اعتبروه اثراء جديداً لتجارب حسن الزاخرة بالتنوع الجمالي.
ويقول الفنان التشكيلي قاسم العزاوي ان "معرض حسن الجديد يكاد يكون رحلة حلم يدخلها المشاهد من اللوحة الاولى ولا ينتهي الا عند اخر لوحاته التي تطوف في عوالم تبقى عالقة في الذاكرة بسبب الالوان الشفافة والاخاذة".
اما الناقد صلاح عباس فاعتبر المعرض "سلسلة من الافكار يترك فيها للمشاهد حرية التجول والذهاب بعيدا الى مساحة واسعة للفرح والذكرى والتامل واحيانا ممزوجة بالغموض الذي يطرحه الفنان على هيئة انطباعات حزينة".
ويضيف "نجد في اعمال حسن اساليب لفنانين تميزوا بما يسمى عمل العائلة العراقية والبغداديات التي اشتهر بها جواد سليم وعلي شاكر إبان

ستينيات القرن الماضي".
.....................
...................

No comments: