Sunday, December 28, 2008

امل


لوحة امل
للفنان الايراني ايمان مالكي
.............................

الفنان الايراني ايمان مالكي يعتبر من اروع المبدعين في فن التصوير و قد حقق مكانه عالميه بفضل كفاءته و تمكنه من عناصر العمل الفني و بفضل قدرته علي تجسيد فكرته في قالب فني تجسيدا يقترب من ناحية جمال التشكيل من الحقيقه الموضوعيه و من ناحية الفكر تجسيدا يقترب من الحقيقه العقليه و من ناحية النفس تجسيدا يقترب بها من الحقيقه الشعريه.
للفنان ايمان مالكي العديد من اللوحات و كلها تقريبا تدل علي صاحبها و مبدعها بالاشاره التي لا تقبل الشك.
في هذه اللوحه و التي اقترح لها اسم "امل"نري طفلا صغيرا جالسا علي صندوق خشبي مفتوح و الولد بجوار حائط و قد رسم الطفل عليه مربع مقسوم نصفين في احدهما رسم الشمس المشؤقهو يرنو الطفل بكليته نحو الرسم و الذي من الواضح جدا انه اعجبه فلم يحيد ببصره عنه
.
مكونات اللوحه بسيطه ؛طفل و صندوق و حائط و سمه من رسوم الاطفال .هذه كل مفرداتها لكن كل مفرده منها مرسومه بعنايه بالغه كلها تدل علي مدي درجة اهتمام الفنان بكل صغير و كبيره في اللوحه حتي انتهي الي لوحه تقنه في جميع مفرداتها و في كليتها
الحائط و هو شيء سهل لدي اي فنان اذ يفضل الفنانين رسمه مطليا بلون واحد غالبا و بلا دديكور في معظم اللوحات .الا ان الفنان رسم حائطه في حالته قبل التغطيه بالاسمنت او اللون فلزم ان يرسم كل قالب منه علي حده مع الاهتمام بالفواصل البينيه بين القوالب فرسمها كما لو كانت حقيقه طبيعيه .و كذلك الصندوق رسم الفنان الواحه مفروقة عن بعضها فكانت اجمل من ناحيه و ادل علي الدقه و البراعه ومن ناحيه اخري و علي اصرار الفنان علي البحث عن الافضل و لو كان اصعب و هي ميزه ترفع فنانا و تضع اخر
الطفل في اللوحه و سبابة يده اليمني ملطخة بلون قطعة الطباشير و التي وضع ما بقي منها بجواره علي الصندوق كانا دليلا علي ان اللوحة من رسمه و انه يتامل باعجاب ما ابدعه هو ،و الرسم هنا نراه و كانه من ابداع الطفل فعلا لا من ابداع الفنان راسم اللوحه فالفنان قد درس فن الاطفل بعنايه و عرف مستوي ما ينتجه سن الطفل في لوحته فرسم ما يستطيع طفل اللوحة ابداعه فساهم في اضفاء المصداقيه و الموضوعيه علي لوحته دون بذل مجهود كبير يمكن استعظامه او استهواله
نسب الطفل سليمه تماما حتي ليكاد يكون صورة فوتوغرافيه لطفل حقيقي بتكوينه و الوانه فبشرته طبيعيه جدا في الوانها و شعره ايضا بتشكيله و الوانه يكاد يكون شعرا حقيقيا.
و الحقيقيه او الطبيعيه تعتبر صفه ملازمه لجميع عناصر لوحة ايمان مالكي التي امامنا الان فالواح صندوق الخشب بالوانها و تشكيلها و كذلك قوالب الحائط و الاسمنت الفاصل بين هذه القوالب كلها تبدو طبيعيه تماما و كانها قدت من عالم الواقع الحقيقي

الطبيعيه كما قلنا هي سمة الوان اللوحه ايضا فالوان القوالب متماشيه تماما كخلفيه مع لون ملابس الطفل الزرقاء الداكنه كما ان لون الواح صندوقه الخشبي ايضا لعبت دور المكمل اللوني في اللوحه و الجزء الاسفل من الحائط بلونه الحيادي لعب دورا مماثلا.و قد رسم الفنان طيات ملابس الطفل بعنايه حتي لكانها مقصوصه من القماش لا مرسومة بالالوان
الطفل يرنو الي لوحته البسيطه باهتمام بالغ و باعجاب شديد..يبدو ان الشمس المشرقة اعجبته ،فطفلنا كاي طفل يثيره ان يرسم و يضع اثاره علي اي حائط او ورق امامه ..كل طفل في هذه الدنيا لم تقع عيناه علي قطعه من اي ماده تصلح لاحداث اثر الا و يلتقطها و يهرع الي اقرب حائط ساعيا الي اثبات ذاته من خلال بث بعض افكاره عن الاثار التي اعجبته في االعالم من حوله
و يبدو ان طفلنا اعجبته الشمس التي توقظه كل يوم فكانت مبادرته بالتعبير عما يشعر به نحوها فقسم الارض التي تخيلها مربعه الي نصفين احدهما مظلم لا شمس فيه و الاخر تنيره شمس النهار و من المحتمل ان المربع يرمز به الطفل الي بيته
لكن التامل الادق قد يوصلنا الي ان الطفل يعيش في بيت لا شبابيك فيه فهو مظلم لا تدخله الشمس نهارا و يبدو ان الطفل قد ساءت حالته النفسيه جراء عدم وجود شبابيك في حائط يته الفقير فكانت اول امانيه لحظة ان وقعت قطعة الطباشير في يديه ان يفتح في هذا الحائط شباك تدخل منه الشمس
امنيه بسيطه جدا شفت عنها نفس لا تعرف المداهنه لانها نفس طفل

.........................