اللوحه بعنوان :اختبار الماء
للفنان الفرنسي ايميل مونيير
ولد عام 1840 و توفي عام 1895
نفذها ووقعها عام 1890
مقاسات اللوحه 75.57 *41.91 سم
زيت علي كانافاه
.....................................
للفنان ايميل مونيير اسلوب خاص في التعبير عن موضوعاته الفنيه المختاره بعنايه .فالفنان مونيير قد اثرت فيه بشده طبيعة بلاده و تاثر بشده بالناس و المجتمع حوله و القيم الجماليه في الحياة الفرنسيه و التي انحاز فيها الي العامه من ابناء المجتمع في لحظاتهم الخاصه ،او شديدة الخصوصيه اذا اردنا الدقه.
يعمد مونيير الي لحظات مشحونه انفعاليا في حياة من يختارهم لتجسيد شخصيات لوحاته .و هذه اللحظات الخاصة جدا قد تبدر من طفل صغير او رضيع و قد تنشا في حياة فتاه في مقتبل العمر او لحظات في حياة اي شخص قد يري فيه منيير ما لا نراه .هذه اللحظات التي يختارها مونيير بعناية يقوم الفنان بتجميدها كلحظات زمنيه لا يجب ان تفوت دون رصد و تجميد لابقائها علي مر الزمن،فمونيير يعلم تماما ان من مهام الفن تجميد الزمن و جعله لا يمر.و من هنا فهو لا يختار اي زمن في حياة شخصياته،بل هو يختار اللحظات المشحونه انفعاليا ،و التي يمر فيها الانسان بتجربه او موقف يحتاج للتجميد لقلة ما نتامل هذه المواقف في حياتنا العاديه ،فاراد الفنان ان يجمدها الي الابد كي تتاح للانسان العادي فرصة التامل الهاديء لمثل هذه اللحظات الزمنيه المجمده.
اللوحه بعنوان اختبار الماء،و فيها تقوم فتاة بتجربة تحدث كل وقت،الا ان الفنان راي فيها موقف جمالي مشحون بانفعالات و افكار و مشاعر خافيه راها هو فرصدها بريشته و الوانه في هذه اللوحه.فالفتاة في لحظه هامه قد رفعت طرف ثوبها و حاولت لمس الماء باصابعها كي تتبين مدي برودته ،ومن هنا قد نسطيع اكتشاف قصة طويلة زمنيا لهذه الوقفه.ربما خرجت من بيتها عام 1890 في نزهة انفرادية مع كلبها و قررت عبور القناة المائيه ،او ربما خرجت للاستحمام بعيدا عن اعين الناس فاخذت كلب حراستها معها لحراسة ملابسها و مطاردة المتلصصين ،وواضح من صورة الطريق خلفها انه مطروق ؛اي تدوسه الاقدام كثيرا و معروف للناس.اذن ربما خرجت هذه الفتاه في وقت لا ياتي فيه الناس الي هنا ،مثلا يوم الاحد و الناس في صلاتهم.قصص كثيره قد نستطيع استنتاجها من خلال التامل في لوحات ايميل مونيير و هذا السر في لوحاته هو مصدر ثراءها و عظمتها ؛هذا بالطبع الي جانب الكفاءة المدهشة في تصوير الانفعالات علي ملامح الوجوه و ملامح الحركة علي الابدان.
في هذه اللوحة فتاة تقف في غابة و ترفع ثيابها لاختبار برودة الماء و جسدها ينحني في جمال واضح يليق بجسد فتاة رشيقه صغيرة السن خفيفة الوزن و الروح؛هكذا نري في اللوحة.و كلبها باسط زراعيه بجوارها و ينظر اليها باستغراب و ربما يستعجلها بالانتهاء ما تنويه سريعا لانه يريد ان ينطلق بعيدا عن مهام الحراسة
ابدع الفنان في رسم ملامح الفتاة فوجهها الابيض النقي و خصلات شعرها و الفرق الظاهر في شعرها و الاكثر من كل ذلك ؛عينيها التي تنظران الي الماء نكل ذلك علامات قدرة عالية جدا للفنان مونيير و ملامح اصابعها الدقيقه سواء في يديها او قدميها تعتبر من العلامات الرائعه لهذا الفنان المتقن و المبدع كما ان جسد الفتاة مرسوم بعناية لا يمكن ابداء اي ملاحظات انتقادية عليها فالنسب غاية في الكمال .
ملابس الفتاة جميلة جدا رغم انها بلونين فقط ابيض و رمادي و هما في عالم الالوان ليسا بلونين بل ضوء و ظل لكن الفنان ابدع في استخدامهما بان جعل الخلفية خلف الابيض معتمة تماما و خلف الرمادي ملونة و اعتامها قليل فاظهرت الخلفية البنت في اكمل مظاهر الجمال الفني .كما ان كثرة الطيات بملابسها قد زادت جمالها و منعت الاملال من وجود مساحة رمادية ناعمه كانت كفيلة بافساد العمل كله و جعله لا يسوي اي شيء.
اذا نظرنا الي زراعي الفتاة ووجهها و ساقيها معا كتكوين مستقل ،فاننا سنري اتزانا واضحا بين هذه الاجزاءحتي ان ميل الراس يعادله تاخر و ميل رجل في الاسفل و اكمالا لحالة التوازن نري ان العتمه باعلي تعادلها عتمة لون الكلب في الاسفل بينما نري الاضاءة تشمل مع الفتاه في المقدمه بعض جزوع الاشجار في الخلفيه نو هنا نري ان الفنان ابدع في عملية وزيع الاضاءة و العتمة و الالوان المختلفه حتي ان اللوحه يمكن وصفها بانه متزنه او هي قد قيست مكوناتها و الوانها و اضاءاتها و ظلالها بموازين فنيه دقيقه !!و هذه الموازين الفنيه هي موجودة بالفعل لكنها ليست في الواقع المادي ،بل هي في عقل كل فنان مبدع حقيقي مثل الفنان ايميل مونيير
2 comments:
مازلت تبدع فى الاختيار
وجمال الانتقاء والطرح بجد
شكرا لك
نهر الحب
اشكرك جدا علي التعليق
اللوحه القامه ايضا لايميل مونيير
انتظريها
تحياتي
Post a Comment