اسم اللوحة / لحظات خاصه
مقاسات اللوحه/ 114.3 *83.8 سم
الوان زيت علي كانافاه
نفذها الفنانا ايميل مونيير
عام 1874م
.........................
لوحة للفنان ايميل مونيير و قد عرضنا له و لاسلوبه الفني من قبل من خلال استعراضنا للمزايا الجماليه و التعبيريه في لوحتين من لوحاته هما صلاة البنات و اختبار الماء .و قلنا في اللوحة السابقه ان ايميل مونيير يعمد الي اللحظات الخاصه جدا في حياة شخصيات لوحاته فيرسمها و يسجلها و يجمد هذه اللحظات الاستثنائيه الي الابد ،و قد صدر منا تعبير لحظات خاصه قبل ان نعرف ان هذا التعبير سيكون عنوانا للوحة من لوحاته ،بمعني اننا قد اكتشفنا هذا الاسم لهذه اللوحة بالصدفة فقررنا عرضها بالتحليل و النقاش.
لحظات خاصه هي تلك االلحظات التي يخلو فيها طفل باخر من اي جنس دون رقيب من الداخل او الخارج و دون محاذير اجتماعيه او عقائديه في مجلس تحفه البراءة و الطهر !!و لم لا تحفه البراءة ؟فهما ولد و بنت خلوا ببعضهما و الشيطان ليس ثالثهما .فالبراءة براءة نفوس من اي غرض غير غرض الاستمتاع و العيش بامان ،و براءة اخري من احكام المجتمع ضدهما بارتكاب المحرم و المحظور في الشرع او العرف.
في اللوحة ولد و بنت في عمر الثلاث سنوات مشغولان بامر طفولي ،فالبنت تقوم بتطريز بعض الخيوط لصنع شيء ما ،قد يكون هذا الشيء لهذا الولد ،لكننا لا نعرف بالضبط قصة هذه الجلسه الا اننا سنحاول استشفاف بعض ملامحها فلاعمال مونيير قصص يمكن قراءتها من التامل في لوحاته.
البنت مشغولة بالتطريز و ملامح حركتها الدقيقه تنم عن انشغال تام بما في يدها فنري اصابعها كانها انفصلت عنها و انشغلت بعملها من شدة التركيز فيه كما نري راسها و قد اتخذ وضع الانتباه الشديد نحو الابر مخافة وخذاتها المفاجئة و الساقان تضامتا و انحرفتا تمهيدا لاي طاريء من الوخذات فربما احتاجت للقفز ، كما ان العينان ترقبان دقة العمل بحذر شديد ..،كل عضو في الطفلة انفصل و صار كانه مخلوق مستقل بذاته و كلها متجهة نحو العمل في تطريز شيء ما نو هذا من طبائع الاطفال التي يحلو لبعض الفلاسفة دعوة الكبار الي تعلمها منهم ،فالطفل يعطي نفسه كله لما يعمله مهما كان تافها في نظرنا ،فالطفل يهمه بالدرجة الاولي الاستمتاع بوقته و امضاء يومه في سلام .
الولد يجلس جاثيا علي ركبتيه مقربا راسه بشدة من البنت مركزا بصره نحو ما تعمله و يديه اتخذتا وضعا تلقائيا واحدة فوق الاخري احداهن فوق ركبة الطفله و همه الاول ان يقترب من الطفلة التي تطرز حتي يري الشيء الغريب المسلي الذي تعمله.انها الرغبة في المشاركة و امضاء الوقت و اعتصار الفائدة و المتعة من الوقت اعتصارا لا يخلي فيه مكانا لهم او الم.
هذه الصورة التي جمعت بين طفلين و هذا الشكل الذي نراهما عليه يوحي بحوار دائر ربما كان موضوعه اعجاب الطفل بما تفعله الاخري و تساؤلاته التي لا تنتهي عما يمكن ان ينتهي عنه هذا العمل و هي عادة الاطفال في كل حين .فمن خلال حركة دقيقه للجسم قد تختلف عن غيرها في فوارق لا تراها العين الفاحصه يمكن ادراك حلة الحوار و حالة الصمتنو من خلال درجة القرب و حركة عين الطفلة و شفتيها يمكن ان نستشف وجود كلام طويل دائر بينهما حتي تلك اللحظة التي رسمهما الفنان فيها فاستطاع الفنان ان يجمد لحظة خاصه في كل شيء.خاصه للطفل و الطفلة و خاصة لنا نحن المتزوقين لهذه اللوحه الخاصه و خاصة جدا في عالم الفن .و لا يستطيع الا القليل جدا من الفنانين ادراك مثل هذه المشاعر النادرة و وضعها في لوحة ملونه
الوان اللوحة تعتبر مثالية و لا تعقيب لنا عليها بالنقد او التعديل فالخلفية متناسقه مع الشكل و متحدتان معا في تكوين لا يتجزا .كما ان الوان ملابس الولد و البنت و سواد شعره و شقرتها و بياض لونيهما مع بعض الملابس و ازرق بنطلونه و بلوزتها و طوق شعرها نو بنيتي صدريته مع خطوط جونلتهاا لتي تحمل نفس اللون و الخيط في يدها بلونه النبيتي ايضا نكل هذه المحاورات اللونيه نثرها لفنان في لوحته و جعل بينها حالة تشبه التعادل في تسجيل لاهداف لدي الفرق الرياضيه .فالفن به شيء من المعادلات الجبريه ايضا الا انه يمكن اذا جازت التسمية ان نسميها "معادلات لونيه" .هنا في هذه اللوحه برع الفنان في تحقيق هذا التعادل و التوازن مثلما لم يبرع فنان اخر
الضوء الجانبي القادم عن يسار البنت ووجه الولد ابرز بعض الملامح بشدة بينما ابقي بعضها الاخر في الظلال و التباين بين الظل و النور ساهم في ابراز ملامح جماليه اكثر في اللوحة
..................................
No comments:
Post a Comment