من اعمال الفنان الفرنسي "بونماتي" و هو من اهم الفناني الاوروبيين الدين اخدهم سحر الشرق ،و بلاغ في اسرهم حتي صاروا من خدام ثقافته ،عن طيب خاطر منهم.صحيح انه اختط لنفسه منهجا فنيا بعيد تماما عن الواقعية التوثيقية التي برع فيها حد الجنون فنان مثل"جان ليون جيروم" .الا انه ايضا برع فيما ابدعه في الفن حتي ان اعماله صارت مدهبا فنيا قائما بداته صار له المعجبين و المتيمين به و المنتمين اليه.
اعتمد بونماتي في اعماله الفنية علي رصد الحياة الخاصة و الشديدة الخصوصية لنساء الشرق و علي محاولة بحث في الجوانب الغامضة و الصراعات النفسية التي تعتمل داخلهن،و ابدع في تصوير كل دلك باستخدام وجوه معممة بعمائم محاطة بالزخارف الشرقية الاسلامية في كل مكان حتي كانه يرسم شخصيات من قصص "الف ليلة و ليلة" .
في هده اللوحة نرصد حجم الثراء الدي تتمتع به شخصية هده المراة التي اثارت اهتمام بونماتي ؛حيث يحيط بها الدهب و اللون الدهبي في كل مكان.فالمراة دات الوجه الابيض تعتم بعمامة صفراء دهبية اللون مشغولة بالزخارف الاسلامية شديدة الوضوح،كما تحيط بها الزهور و التي تغير لون اوراقهاا لخضراء الي اوراق دهبية اللون لكنه لون اغمق قليلا من دهب العمامة ،كما ان بياض وجه المراة اغمق قليلا من بياض الزهور .
في هده الاشارة اللونية_اختلاف درجات لون العمامة مع لون اوراق الزهر وو كدلك لون الوجه مع لون الزهر_نري تمكن الفنان من مادته الفنية حيث اعتمد علي التوزيع اللوني في عمل نوع من التوازن بين اعلي و اسفل اللوحة .فالغامق يتوازن مع الفاتح اعلي و اسفل .كدلك نري ان اللون الابيض في وجه المراة سقطت منه بعض مساحات في بعض الزهوربين دهب اوراق الورد ،و كدلك اصفر العمامة يوجد منه اصفر في الورد و التوزيع اللوني بهده الطريقة حفظ اللوحة من انقسامها الي شطرين لونيين منفصلين احدهما اعلي و الاخر اسفل نو ساعد علي حدوث ترابط بين اعلاها و اسفلها. كما استخدم الفنان تيمته الخاصة التي يستخدمها في كل اعماله الفنية و هي العمود الزخرفي الصاعد من اسفل الي اعلي ،كما وضع في هده اللوة كلماته الاجنبية و التي نادرا ما تخلو منها لوحة من لوحاته.هدا العمود ربط بين شمال و جنوب اللوحة كما تربط قناة بين بحرين ،و ليست مادة العمود بالمختلفة عن مادة باقي عناصر اللوحة التشكيلية رغم انها صخر و باقي اللوحة مادة حية ،و دلك بسبب تلك الزخارف الاسلامية في اللوحة و التي بينها و بين زخارف العمامة _و هي مادة غير حية _ قرابة ،و العمامة رغم كونها مادة غير حية الا انها علي راس المراة اكتسبت حياة و صارت كجزء منها ،و كدلك الصخر اكتسب القرابة مع العمامة و اكتسب بالتالي صفة من صفات قربه من المراة رغم كونه مادة غير حية.
ملامح المراة تشي بغياب تام عن الحضور اللحظي في اللوحة،فخيالها بعيد تماما عن مكانها وواقعها ،و تكاد تختفي خلف الزهور و كانها ليست في وضع ثبات ،بل في وضع حركة لاسفل؛انا اراها و كانها تهبط لاسفل ببطء..لابد ان حالتها النفسية تميل بها الي التواري عن الانظار و الهبوط المادي و ربما المعنوي ايضا،و حالة الحزن البادية في ملامحها و التي يمكن قراءتها بسهولة في عينيها ،تجعلني اعتقد انها ماسورة بيعت في سوق الجواري و انها الان تستعيد دكرياتها الماضية فدفعها الدل و العار الي التواري خلف زهور الزينه بعد ان تحولت الي واحدة منهن ثم مالت الي الهبوط لاسفل بعد ان هبطت الي درجة اجتماعية لم تكن في خيالها
لوحة جديدة مميزه لبونماتي تضاف الي قائمة اعماله التي شرحناها هنا
2 comments:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على التحليل الرائع وعلى تذوقك الفنى الراقى
تقبل مرورى وتقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك
استاذ محمد
اشكرك جدا علي اطرائك الراقي
و سعيد جدا ان اللوحات و شرحها اعجبك
تحياتي
Post a Comment