Sunday, January 27, 2008

فتاه سودانيه

فتاه من السودان
..................
لوحه جديده من لوحات الفنان حسني سليمان يبدو فيها نفس الملامح التي ذكرناها في اللوحه السابقه(حاملة الفاكهه).في اللوحه نري ايضا بورتريه لبنت في وضع امامي كما نري في لوحاته غالبا ،و نري ايضا كثرة استخدامه للون البنفسجي سواء في ملابس البنت او في مفرش المنضده التي تتكيء عليها او في الوان الخلفيه التي تسود اللوحه بالكامل.
في اللوحه بنت يتضح من ملامح وجهها و لون بشرتها و نوع شعرها المجعد انها من اصول زنجيه ،و للعلم فان الفنان حسني سليمان تقريبا مفتون بتصوير البنات الافريقيات و يتضح ذلك بكثرة انتاجه في هذا الجانب فهو يري ان لهن جمال خاص لم يدركه الا القليل من الفنانين ،و ربما اختلفت الازواق معه كما اختلفت من قبل مع محب الجمال التاهيتي ،الفنان جويا ،حيث كان هو الاخر محبا لجمال بنات تاهيتي رغم ان زوقه بعيد تماما عن الزوق الحديث في هذا الامر
نري في اللوحه بنت ارجح انها سودانيه لان في ملامحها كما اري نوع من الاختلاط بين العرق الزنجي و عرق شمالي غير زنجي، ،نراها و قد استسلمت للافكار التي تراودها و ركنت راسها علي زراعها علي منضده بجوارها في حالة استرخاء او اعياء بسبب افكارها و التي فيما يبدو افكار مظلمه او مخيفه سببت لها بعض الكدر و المخاوف
تبدو عيناها في حالة تركيز شديد الي شيء غير معلوم علي الاقل لنا لكنه معلوم لديها لكنها ايضا مما لا يمكن الافصاح عنه
تجملت البنت و بدت في اكمل صورة تستطيع ان تصل اليها بامكانياتها الطبيعيه و غير الطبيعيه ، فصففت شعرها المجعد و جعلته اقرب الي الشعر الناعم الذي يميل اليه الرجال ،و جملت وجهها و الذي لا يخلو من ملامح جميله فعلا ، و لم تنسي اظافرها ،و كذلك لفت جسدها بملابس كشفت متعمده عن كتفها بالكامل في محاوله لابراز كل مواطن الجمال فيها نو هذه اللفتات و السوكيات التي ظهرت منها في المشهد الذي نراه توضح لنا ما ه الموضوع الذي يشغل فكرها و جعلها تتخذ هذا الوضع الساهم الحالم بافكار لا نراها، مؤكد ان ما يشغل بالها الان هو ما يشغل بال كل انثي في مثل سنها ، سن البلوغ و النضج
ما يشغلها الان هو ان تبدو جميله و ان تعرف و ان تري ، ان يعرفها و يراها شاب ، هو هم كل انثي و كل ذكر ايضا!!واضح جدا هذا الهم و حجمه من خلال نظراتها لبعيد ، لشيء ليس سهلا ان ندركه نحن الا اذا حللنا مشهدها
يغلب علي الوان اللوحه اللون البنفسجي و هو كثير الاستعمال لدي الفنان حسني سليمان ، و سوف نري له لوحات اخري كثيره يتضح فيها بجلاء ما نقول.لكننا سنري ان غلبة هذا اللون الوحيد علي اللوحه لم يخل بقيمتها و رغم سيطرته الكامله علي اللوحه الا انه لم يكن منفرا و لم يكن مملا في كثرته !! فقد لجا الفنان الي حيلة تنويع الملامس و التجاعيد باجزاء اللوحه حتي يبديها كانها متعددة الالوان و كي يكسر من سيطرة اللون الواحد دون ان يعدد الالوان و هي مهاره تحسب له
فنري مثلا في الخلفيه حائط بنفسجي غامق اللون شديد الخشونه و علي جسد البنت ملابس بنفسجيه ايضا فاتحة اللون فيها اضواء بيضاء ساطعه و هي متدرجة بين النعومه و الخشونه ،و علي المنضده نري لون بنفسجي متوسط الدرجه لكنه شديد النعومه و به ثنيات قليله جدا لكنها جميله جدا، كل هذا البنفسجي لم يكن مسيطرا علي اللوحه بل كان فيه تنوع واضح ، كما ان لون جسد البنت البني متنوع الدرجات اتي كانه فجوه في قلب البنفسجي تاخذ تركيز العين اليها بسهوله و يسر و هو ما اضاع علي البنفسجي فرصه اخري للسيطره علي الوان اللوحه كما ان اختيار البني تحديدا فيه بعد نظر لانه من الالوان القليله التي تبرز لاعلي بجوار البنفسجي و يتضح ذلك في جسد البنت اذ نراه كانه جسد فوق اللون البنفسجي كما ان شعرها شكل تغطيه جيده علي لون الجسد منعت زحف البنفسجي الي الجسد ذو المساحه الصغيره في اللوحه
هناك مهاره اخري اتقننها الفنان هنا ، لو كان اختار لونا للملابس غير البنفسجي لمان تجسيم البنت بدا اقل اتقانا مما هو حاليا ، لو كان احمر مثلا او ازرق ما اسطاعا لفنان ابراز جسم البنت خارج اللوحه و فوق البنفسجي كما نراه الان، فاللون البنفسجي للملابس باعتباره هو نفس لون الارضيه اعطانا فرصه لادراك الجسد بارزا و اي لون اخر غيره اعتقد ان قدرته علي ذلك ستكون اقل بكثير من البنفسجي
باختصار اللوحه مميزه جدا لفنان مميز
.....................
كتبها /ذو النون المصري
...................

No comments: