قال محمود البسيوني 3

................................................
عقيدتنا ان التربيه الجماليه ليست غايه ،و انما وسيلة من وسائل بناء الشخصية و تكاملها .و عقيدتنا في ذلك ان للتربيه الجماليه اثرها في التربيه الخلقيه ،و التربيه بهذا المعني ما هي الا استئصال للعادات السيئه و احلال عادات حسنه في مكانها .و كيف السبيل الي تحويل هذه العادات السيئه الي عادات حسنه ؟ان السبيل الي ذلك هو تهذيبها تهذيبا جماليا ،و التربيه الخلقيه لو تاملناها نجدها ذات طابع جمالي ،فالانسان الذي يدين بمكارم الاخلاق هو الذي يستطيع ان يميز الخير من الشر .فالفعل الخير جميل و فعل الشر قبيح .و لذلك فهناك ارتباط بين التربيه الخلقيه ،و التربيه الجماليه ، اذ يشترك كلاهما في القيم الانسانيه الرفيعه ،و التربيه الخلقيه التي يمكن تنميتها في العالم الحديث هي التربيه التي يمكن ان تبني علي الادراك ،و الادراك يخضع لعوامل تنظيم ،فان كان الطفل يترعرع في بيئه منظمه ، مرتبه ، مؤسسه علي كل القيم الجماليه ، فانه يستطيع عن طريق تفاعله مع هذه البيئه ، ان يتشرب منها اسس الجمال ، و بالتالي يكتسبها في نفسه .و سيعكس هذه الاسس حتما في سلوكه مع الاخرين .و بتنظيم العالم الخارجي في ايقاع و ت وافق ، كالايقاع و التوافق الذي نجده في الموسيقي ،و الرقص ،و الالعاب ،و الشعر ،و التصوير ،و النحت . فان هذا الايقاع و التوافق نفسه يمكن ان يكون حصيلة اساسيه في كيان الفرد
ص44
.................................
ان لغة الفن ، لغة بصريه يمكن ان يقراها الاطفال و يتفهموها . انها لغة يستطيع الاطفال ان يعتمدوا عليها في قول الكثير مما يعتقدون فيه بامانه .و يمكن للاخرين ان يترجموا تعبيراتهم .ان فن الاطفال ينقل معاني بلغة الطفوله ، و يلجا الاطفال بثقه الي الرسم و النحت بمختلف الوسائل للتعبير عن افكارهم و انغعالاتهم و مشاعرهم
ص150
..................................

عن كتاب طرق تعليم الفنون

تاليف محمود البسيوني

اللوحه