Tuesday, March 25, 2008

امي


امي
للفنان حسني سليمان
..............................

تعتبر لوحة امي للفنان حسني سليمان من اهم بورتريهات الفنان ، حيث يعتبر فن ا لبورتريه من اهم مجالات ابداعه و قد قدمنا له عددا من هذه البورتريهات المميزه في بوستات سابقه حيث قدمنا له لوحات الغجريه و الافريقيه الحسناء و اجمل فتاه في افريقيا و غيرها من الاعمال و اليوم نقدم هذا العمل و هو من اهم اعماله
يتميز فن البورتريه عند الفنان حسني سليمان بعدم اقتصاره علي رسم الملامح الظاهره فقط من الشخصيه بل يتخطي حدود الملامح الظاهره الي الملامح الخفيه للشخصية حيث تبرز بوضوح في اعماله الملامح النفسيه لشخصيات اعماله الفنيه و يبدو ذلك جليا في كل لوحاته سواء الغجريه التي كانت في اعلي درجات جمالها رغم القبح الظاهر الذي تبدو عليه و كذلك الحسناء الافريقيه او اجمل فتيات افريقيا ، كل هذه الشخصيات كان في عيونها و ملابسها و لونها و كل الملامح الظاهره في صورتها دلالات نفسيه خافيه تظهر عند تامل هذه اللوحات
في لوحة امي نري سيده تقف صامته كاي ام لكنه ليس الصمت السلبي المعهود ، هي تقف خلف الاضواء متفكره ، صمتها يدل علي الترقب و الاستعداد للتدخل ، و ليس صمتا يدل علي الجهل و قلة الحيلة و المبالاة ، هذه هي حقيقة الام و أي ام خلاف ذلك تعتبر ناقصه او فاقدة لحقيقة الام
الام تقف بعيدا في المؤخره لتراقب و تقيم المكسور و تدفع بالمتاخر الي الصفوف الاولي في سباق الحياة و لا تقف في المقدمه لتعيق الحياة عن الحركه ،و هذا سر وقوفها دائما في المؤخره لا بسبب تراجع همتها و لا نقص عقلها ، و هي في اللوحه تقف موقفها في الحياة ، هي تقف في الظل بعيدا عن الاضواء التي قد تتذكرها مرة فتضيء وجهها عن بعد لكنها لا تحتج اذ هي لا تحتاج للاضواء و لا تفعل ما تفعل لاجل الاضواء ،و اذا بحثت الام عن الاضواء فقد خرجت عن نطاق طبيعتها كام
القليل من الزينة يكفيها كي تصنع في نفسها المعجزه ، فتبدو المسنه فتاة صغيره جميلة الروح .
في اللوحه سيدة في اوائل الاربعينيات من عمرها تلبس قبعة غريبه كلها من الزهور ذات الاشكال و الاحجام المختلفه ، و القبعة تغطي راسها كله و لا يبدو من شعرها الا منابته فقط و تلبس ايضا ملابس حريرية ناعمه جدا و عقدا اسود اللون و الملابس براقة تلمع لكن العقد ليس كذلك،و يبدو منها ان السيده تقف في مكان مظلم بجوار نافذه يسطع منها الضوء فلا يضيء منها الا الوجه فقط فتختلف الظلال و الاضواء علي ملامحها فيكسبها جمالا و يعطيها ملامح و معاني روحيه تناسب دورها كام
الوان اللوحه كانها ليست الوانا بل تبدو و كانها حقيقه واقعه لا صورة مرسومه ، فالالوان كلها تبدو متناسقه الي حد كبير و هادئه الي درجه تناسب موضوع اللوحه فنجد ان الوان الملابس و البشره تقريبا واحده و يغلب عليها اللون الوردي مع اضاءات تمنحه تعدد في الدرجات و من الوان القبعه نجدها في الخلفيه ايضا. حيث وردي الوجه و الملابس نجده في الحائط علي يسار المراه و كذلك اللون الاخضر في قبعتها نراه في الحائط خلفها ،و خروج الضوء من نافذه علويه جعل الظلال و الانوار في اللوحه علي الحائط و علي وجه المراه يبدو متناسقا مع الفكره العامه للام التي تعيش في الظل خلف الاضواء.
للام في لوحة سليمان ملامح جميله ،اذ يبدو ذقنها المثلثي المستدق مع حاجباها المثلثين ايضا و انفها الذي يتخذ شكلا مشابها ، تبدو كل هذه الاشكال المثلثيه متناسقه متحده في تكوين جمالي فريد يصعب تكراره الا للفنان المتمكن ،و كذلك تلك القبعه الغريبه و التي نراها تتخذ الجانب الايسر من اللوحه ،الايمن بالنسبه للمراه ،هذه القبعه ساهمت بتكوينها الغريب في ملء جزء من فراغ اللوحه العلوي مما يحد من سيطرة جزء اللوحه السفلي علي جزئها العلوي و جعل اللوحه في حالة اتزان تكويني بين اعلاها و اسفلها و كان الفنان قد وزن كلا الجزئين علي كفتي ميزان قبل العمل في اللوحه
باختصار شديد اللوحه تعد من روائع الفنان حسني سليمان الفنيه و انا اعتقد انها اروع اعماله و ان كان هو يفضل اعمالا اخري عليها ، الا انني اعتبرها افضل لوحاته التي قدمنا لها هنا

................................
كتبها /ذو النون المصري
..................................

2 comments:

m.sobhy1990@gmail.com said...

أولاً شكرا على الشرح الوافى الجميل للوحة
ثانياً أنا حبيت اللوحة قوى مع إنى مش دارس ومابفهمش فى الفن والرسم كتير

تحياتى ليك

ذو النون المصري said...

محمد صبحي
سعيد جدا ان شرح اللوحه اعجبك و سعيد جدا بزيارتك للمدونه
تحياتي