الواحه

واحه
لابراهيم الزيكان
.......................
لوحة واحه هي اللوحه الثالثه التي نقوم بعرضها للفنان السعودي ابراهيم الزيكان ،حيث عرضنا قبلها لوحة رعد و برق و باب الحرم ،و عرفنا فيها مدي تمتع الفنان بقدرات عاليه تمكنه من ابراز المعاني الفنيه التي يريدها الي ساحات لوحاته ناقلا هذه المعاني الي وجدان المتلقي بسهوله و يسر قلما تتاح لفنان.
الواحه لوحه تاخذنا من اول نظره الي افاق الصحراء المترامية الاطراف بالوانها المتباينه من الاصفر و البني بدرجاتهما و الاخضر بدرجاته و الازرق في السماء الصافيه بدرجاته المختلفه
في هذا التباين اللوني في السماء و الارض تبرز لنا قدرات الفنان علي الابداع الحقيقي ،حيث تاتي المزاوجه بين هذه الاشكال و الالوان في تصميم فني بديع يوحي بالاتساع الهائل للصحراء و لا نهائيتها و كذلك السماء المتزاوجه مع الارض بامتداد متوازي حتي خط الافق
رسم الفنان نبع ماء صغير في ارض متغوره ينبت حوله الكثير من العشب و يمتد هذا العشب حتي الافق في توزيع عشوائي بديع جدا لو شئنا الدقة في وصفه لقلنا انه توزيع عشوائي منظم حيث اراه بلغ درجة من الدقه يصعب معها نقل اي جزء منه الي اي مكان اخر الا و يحدث خللا في اللوحه بما يضعف قيمتها الجماليه ،و نفس الشيء يقال عن الكثبان الرمليه التي يصعب ايضا تخيل توزيع اخر يحقق الجمال الموجود فيها الان الا هذا التوزيع العشوائي المنظم
في جميع انحاء اللوحه نري ارتفاعات و انخفاضات للتكوينات الرمليه ترتبط بها بعض التكوينات العشبيه في تزاوج اخر غير تزاوج الافق ارضه و سماؤه ، فنري تدرج الوان الرمال و النبات يحدث فيها هذه النقلات المكانيه بين العالي و المنخفض ،بين المضيء و المظلم و هذه التنويعات بين الظل و النور لها الاثر الاكبر في رفع القيمه الفنيه و الجماليه للوحه
في النبع نري خطوط رقيقه جدا توحي باثر الماء المنحسر من ارث الاستهلاك او البخر و كذلك نري ان مكان النبع كله كانه فوهة بركان او اثر لضربة نيزك و نمو الاعشاب فيه و علي حوافه اتي بشكل جميل جدا اقرب ما يكون الي الطبيعي،و كذلك السحب في السماء لا تختلف ابدا عن الاصل الطبيعي للسحب
اختيار الفنان للون الاحمر للعربة الجيب اتي ايضا متناسق مع باقي الوان العمل الفني و لا ينسلخ عن باقي اجزاء اللوحه مما يضفي علي العمل الفني بعدا تكامليا بين جميع اجزاء اللوحه وعدم وجود بشر في اللوحه ربما قصد منه الفنان ارسال معني الي عقل المتلقي مضمونه هو التدليل علي حالة الفراغ اللا نهائي في الصحراء الي درجة فراغ الافق نفسه و كذلك ظهور عربة صحراوية بلا انسان فيها يزيد من هذا المعني وضوحا ، حيث ينبغي علي راكب السيارة اذا اراد لقاء انسانا اخر ان ينطلق باقصي قوة عابرا الافق و ما بعد الافق حتي يلتقي بانسان اخر و كان انحدار السياره الي اسفل بمقدمتها و كانها تهم فعلا بالانطلاق رساله تحمل ذات المعني

.........................................

كتبها ذو النون المصري

................................